أحمد نور الدين يقرأ دلالات رفض المغرب زيارة دي ميستورا لجنوب إفريقيا

قال الخبير في قضايا الصحراء، أحمد نور الدين، إن غضب المغرب من زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في قضية الصحراء ستفان دي ميستورا إلى جنوب إفريقيا، يعود إلى عدم وجود الحياد والموضوعية من جانب جنوب إفريقيا في النزاع الإقليمي حول الصحراء، مشيرا إلى أنها تتبنى بدون تحفظ الأطروحة الانفصالية، وتعترف بما يسمى “الجمهورية المعلنة في تندوف من طرف واحد”. وهذا الاعتراف -في نظره- يعني من الناحية القانونية أن بريتوريا قررت مصير الإقليم موضوع النزاع عوضا عن الساكنة.
ولفت نور الدين في تصريح لموقع “الجزيرةنت”، إلى أن جنوب إفريقيا وجهت الدعوة إلى المبعوث الأممي، رغم أنها ليست معنية جغرافيا، وغير معنية مؤسساتيا، لأنها لا تملك تفويضا من مجلس السلم والأمن الإفريقي صاحب الاختصاص إفريقيا في الوساطة لحل النزاعات داخل القارة.
ويرى نور الدين، أن هذه الخطوة محكومة بحسابات انتخابية، إذ ستشهد جنوب إفريقيا انتخابات برلمانية في ماي المقبل، لذلك يرجح أنها “محاولة لتحقيق بعض النقاط في السياسة الخارجية علها تعوض الفشل في سياستها الداخلية”.
وشدد المتحدث ذاته، أن علاقة المغرب بالمبعوث الشخصي ستتضرر بعد هذه الخطوة، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية المغربي والسفير عمر هلال.
ويرى أن دي ميستورا ارتكب خطأ مهنيا حين لم يخبر المغرب بزيارته لجنوب إفريقيا، وارتكب خطأ سياسيا حين تجاهل رفض المغرب إجراء تلك الزيارة، مضيفا أن “المغرب هو المعني الأول بالنزاع، ويكفي أن يرفض المغرب التعامل معه لكي تنتهي مهمته دون اللجوء إلى سحب الثقة”.
ومضى نور الدين أبعد من ذلك، حين توقع أن تفضي الأزمة الحالية إلى إنهاء مسلسل التسوية الأممية برمته والذي انطلق سنة 1991، ولم يؤد إلى أي نتيجة.
وأثارت زيارة ستفان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، إلى جنوب إفريقيا ردود فعل رسمية وحزبية قوية داخل المغرب، إذ اعتبر عمر هلال المبعوث الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن “المغرب لم يتم استشارته أو حتى إبلاغه بخصوص زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء إلى جنوب أفريقيا”.
وأوضح هلال، أن الخارجية المغربية، وبمجرد علمها بمشروع هذه الزيارة قبل عدة أسابيع، أعربت مباشرة لدي ميستورا وكذلك للأمانة العامة للأمم المتحدة عن اعتراض المغرب القاطع على هذه الزيارة، ورفضه لأي تفاعل مع بريتوريا بشأن قضية الصحراء المغربية، استنادا لأسباب مشروعة وموضوعية، وأشار إلى أن المغرب حذره، وبوضوح، من عواقب زيارته على العملية السياسية.
ومن جانبه، فصل وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، أسباب انزعاج المغرب خلال ندوة صحفية أعقبت أشغال الشق الوزاري للمؤتمر رفيع المستوى حول البلدان متوسطة الدخل.
وقال بوريطة إن “جنوب إفريقيا، التي أخذت موقفا سلبيا من قضية الصحراء منذ 20 سنة، لا تملك الأهلية ولا القدرة للتأثير في مسار هذا الملف”.
وأوضح أن المغرب يرتكز على 3 عناصر هي بمثابة خطوط حمراء غير قابلة للنقاش والتفاوض في معالجته لهذا الملف، وهي تحديد الأطراف المعنية بالنزاع الإقليمي حول الصحراء، وتكريس الموائد المستديرة كإطار وحيد للمسلسل الأممي، والتأكيد على مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وأوحد للنزاع الإقليمي.
وأكد بوريطة، أن هذه العناصر الثلاثة تشكل المحدد الأساسي لعمل المغرب وتفاعله مع الأطراف الدولية والمبعوث الأممي، وحين يتم المس بها يتخذ المغرب الإجراءات المناسبة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.