حوار.. المقرئ الإدريسي يكشف خلفيات حرق المصحف في السويد وهولندا ويوجه رسالة للأمة وللحكام

أكد المفكر المغربي أبو زيد المقرئ الإدريسي، أن حرق المصحف الشريف في حادثين متعاقبين، بكل من السويد وهولندا، مؤلم ومستفز للمسلمين، ويسعى لإهانتهم والإضرار بنفسيتهم.
وتحدث أبوزيد في حوار مع pjd.ma عن الجهات التي تقف خلف هذه الأشكال من الأعمال، وغاياتها الخفية، وكذا طبيعة الرد الطبيعي والمطلوب من أبناء الجالية بدول الغرب، ومن أبناء الأمة العربية والإسلامية والأنظمة السياسية على حد سواء.
وهذا نص الحوار كاملا:

ما تعليقكم على حادثتي حرق المصحف بالسويد وهولندا؟
هذه الحادثة الأليمة التي وقعت بالسويد وبعدها مباشرة في هولندا، تكررت عدة مرات، كما أنها ليست الشكل الوحيد لاستفزاز المسلمين والسعي لإهانتهم والإضرار بنفسيتهم، وإلى محاولة إهانة رموزهم الدينية المقدسة؛ الله عز وجل، النبي الكريم، المصحف الشريف، الشريعة الإسلامية.
هي ليست المرة الأولى ولا الشكل الوحيد، ويتبين من تكرار هذا الأمر، ولاسيما في الدول الأوربية، أن الغرض هو إخراج المسلمين عن طورهم، عبر حالات من الاحتجاج العنيف أو غير المنضبط، التي تُصوَّر على أنها همجية ووحشية وإرهاب، وداعشية وخروج عن الأعراف الدولية، وتهديد السلم العام.

ما الغاية التي يُراد تحقيقها من هذا السلوك الجرمي؟
المقصود على درجتين، أولهما يتعلق بعموم المسلمين، حتى يُلتقط من تصريحاتهم واحتجاجاتهم وأحوالهم ما يمكن أن يُستثمر كوقود جديد لتمويل انتشار صورة المسلم الذي لا يقبل الاختلاف أو الرأي الآخر أو الأديان الأخرى، المسلم الداعشي الإرهابي.. إلخ.
وأما الهدف الأخطر، فيستهدف المسلمين الموجودين في تلك البلدان، حيث يراد لهم عبر تصريحات عنيفة أو أي خروج عن الإطار القانوني، بتوجيه تهديدات بالقتل أو تخريب الممتلكات العامة والاعتداء على المدنيين، الاستمرار في طريق التضييق على الإسلام الذي ينتعش لديهم، في ظل الهدوء والسلم والأمن واحترام القانون، وهو ما يغيظهم ويحرق أكبادهم.

من في نظركم يقف خلف هذه المساعي؟
وراء ذلك ليس فقط الكنيسة المتعصبة، أو الحركات الإلحادية، بل وراءها أساسا الصهاينة اليهود، الذين يعيشون على التوتر بين الأمتين العظيمتين على هذا الكوكب، وهما الأمة الإسلامية والأمة المسيحية، والمقصود بالعظيمتين مستوى الأفراد، حيث كل منهما تقترب من المليارين.

ما المطلوب إذن من الأمة بكل مكوناتها أمام هذا الواقع والوقائع؟
فهمُ هذه اللعبة، يعني أن على المسلمين الموجودين في بلاد الغرب أن لا يُستفزوا إلى أي شكل من أشكال المواقف أو التصريحات أو التصرفات، وأن يتجهوا في اتجاه توظيف الإعلام بطريقة ذكية، وسيجدون أنصارا من المنصفين والموضوعين والمخلصين، وما أكثرهم في بلاد الغرب، من الحقوقيين والمحامين والمناضلين والصحفيين المستقلين والمتعاطفين مع الأقليات ومع المسلمين، وعليهم أيضا الذهاب إلى القضاء وأن يتحركوا على هذه الواجهة.
وأما المسلمون في العالم الإسلامي فلهم أن يحتجوا بالطريقة التي يريدون، شريطة أن يقدموا الصورة الإسلامية الهادئة، وأن لا ينجروا إلى ردود الأفعال، فحن، لن نحرق أبدا إنجيلهم المحرَّف مهما حرقوا من مصحفنا الشريف، ونحن نعتقد أن مصحفنا سليم وشريف وصحيح وهم يحرقونه، وأن إنجيلهم مُحرَّف ومزور ومتلاعب به ومع ذلك لن نحرقه.

ما الواجب القائم على الأنظمة العربية والإسلامية أمام ما يقع؟
على الأنظمة العربية والإسلامية أن تقوم بالدور الواجب عليها، عبر الضغط على الدول والحكومات المعتدية، وهذه مناسبة، لأشكر بعض الدول التي اتخذت موقفا تجاه ما وقع من حرق المصحف بالسويد وهولندا، كالمغرب وتركيا، فأصدرت بيانات ونددت بما حصل، إما عن طريق رئيس الدولة كتركيا أو وزير الخارجية كالمغرب، وهذه المواقف هي التي يمكن أن تخيف الغرب، شريطة أن تكون مواقف متضامنة، تصدر عن مستوى منظمة التعاون الإسلامي، حتى يعكس موقف 52 دولة، تمثل مليارين من الناس، وتمثل 30 مليون كيلومتر مربع من المساحة في الأرض.
ومن جهة أخرى أن تقوم بتهديدات حقيقية، عبر عقوبات اقتصادية أو مقاطعة لبضائع، أو تخفيض لتمثيل دبلوماسي. وأعتقد أنه بدون هذا، سوف تستمر اللعبة؛ فيلم ورسوم كاريكاتورية ومهرجان لحرق المصحف.. حتى نُستفز ونمضي حيث يريد هؤلاء الأشرار، وبالخصوص جماعة الملاحدة وجماعة اليهود المتعصبين الصهاينة، وجماعة الكنيسة المتطرفة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.