عوام: ذكرى ثورة الملك والشعب تحيي فينا الواجب التاريخي لمواجهة بقايا الاستعمار ولغته وهيمنته

قال الباحث الأكاديمي محمد عوام، إن ذكرى ثورة الملك والشعب، تستدعي منا الاستفادة منها، ومن كل الأحداث التاريخية، وقراءتها بشكل علمي وجاد ونزيه، بما يسهم في بناء الوعي وتقوية الوطن.
وأوضح عوام في مقال رأي بعنوان: “ثورة الملك والشعب بأي معنى؟“، نشره على حسابه بفيسبوك، أننا في حاجة لدراسة هذه الحقبة لبناء الوعي ومعرفة المستعمر على حقيقته والكشف عن أذنابه وأتباعه.
وتساءل، بأي معنى الاحتفال بهذه الذكرى وماتزال لغة المستعمر هي المهيمنة منذ فجر “الاستقلال” إلى يوم الناس هذا، بل مازال فينا من ينافح عنها ويوطنها بين الناس، ويجعلها معيار “التحضر والرقي”.
وأردف، “فأي استقلال لغوي ورثناه لأجيالنا وبلدنا إذا كنا عالة على مستعمرنا بتفعيل لغته الحاملة لفكره، المعبرة عن قيمه الحضارية المبنية على النظرة الدونية للآخرين”.
وأضاف عوام، “وأي معنى لهذه الذكرى إذا كان المستعمر يتحكم في اقتصاد البلاد عبر شركاته، وفرضه لآرائه ونموذجه الاقتصادي الذي لا يرى في بلدي سوى غنيمة وفريسة ينهب خيراتها، ويسرق معادنها، ويسيطر على بحرها ومحيطها، حتى إذا ما نظرت إليه شزرا وأبديت تبرما بدأ يفتعل الملفات المفبركة لمزيد من الضغط، فيساعده على ذلك كائنات على صورته وشاكلته كما قال علال الفاسي رحمه الله”.
واسترسل المتحدث ذاته، “أي معنى لهذه الذكرى ومسارنا الديمقراطي مازال متخلفا ومتقهقرا يهيمن عليه غول التحكم والفساد والاستبداد، استبداد الأفراد واستبداد المؤسسات، ونظامنا الانتخابي يفصل على مقاسات معينة”.
وشدد عوام أننا اليوم في حاجة ملحة إلى ثورة الملك والشعب، ثورة حقيقية نتأمل فيها في ماضينا ونبني حاضرنا ونستشرف بها مستقبلنا، ثورة بناء الإنسان المغربي وفق أصالته الدينية وقيمه الحضارية ومقوماته الفكرية، ثورة على التخلف والفساد الذي يفت من عضد الدولة، ذلك أن عواقبه وخيمة وشديدة.
وخلص الباحث الأكاديمي إلى أنه لا بد من ثورة تجديدية لبناء القيم الفكرية والحضارية، وبناء الكرامة الإنسانية، وتحقيق العدل والمساواة، وبدونها، يقول الكاتب، “سنظل نردد كل سنة ما يقال بدون جدوى، والزمان يطوي أنفسنا، ونكون بذلك قد ضيعنا أنفسنا وبلدنا لا قدر الله”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.