الطلبة هم الضحية.. الصمدي: هكذا تُفاقم قرارات وزير التعليم العالي أزمة الارشاد والتوجيه الجامعي

فتحت المؤسسات الجامعية باب التسجيل أمام الحاصلين على الباكالوريا للالتحاق بمسالك التكوين بالجامعات المغربية في إطار العرض الجديد للتكوينات الجامعية.
هذه التكوينات التي تم اعتمادها خلال شهر يوليوز الماضي، قبل صدور المرسوم الجديد للإجازة ودفتر الضوابط البيداغوجية في الجريدة الرسمية، وبعد أن خرج الجميع إلى العطلة، حال دون اطلاع التلاميذ الحاصلين على الباكالوريا على هذا العرض الجامعي الجديد.
فباستثناء الإجازة في التربية، لا يعرف الطلبة الجدد لحد الساعة أي شيء عن هذه التكوينات الجديدة، من حيث مضامينها ومسارها وآفاقها، مما يفاقم من أزمة الارشاد والتوجيه الجامعي، حيث سيجد العديد منهم أنفسهم بعد بداية الدراسة انهم قد اختاروا الطريق الخطأ.
إضافة إلى حذف الإجازة والإجازة المهنية تم تعويضهما بالإجازة وشيء اسمه مسار التميز دون أن يعرف الطلبة الفرق بينهما، وخصوصيات هذا المسار الذي سيجعل من باقي الاجازات إجازات عادية ينظر إليها بنوع من الدونية.
وللإشارة فقد نبه المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في رأيه حول دفاتر الضوابط البيداغوجية للعرض البيداغوجي الجديد الى ضرورة مزيد من توسيع المشاورات بشأنه مع الفاعلين بالجامعات والمحيط، مع توفير الشروط اللازمة لنجاح تنزيل هذا الإصلاح.
ورغم كل هذا، عمدت الحكومة إلى نشر المرسوم المنظم لهذا الإصلاح والقرارات ذات الصلة بدفاتر الضوابط البيداغوجية خلال فترة الصيف دون أن تتعامل الوزارة الوصية بإيجابية مع رأي المجلس، ودون الأخذ بعين الاعتبار العديد من الملاحظات والاقتراحات التي رفعها الأساتذة إلى الوزارة، في الوقت الذي كان من المفروض أن تكون هذه السنة فترة لتجويد العرض الجامعي بتعميق مناقشته في الهياكل الجامعية، ومع الشركاء في المحيط في إطار تعاقدي، وفرصة للتعريف بهذا العرض في صفوف الطلبة الجدد حتى تكون اختياراتهم واعية للمسارات التكوينية، وتوفير الشروط البيداغوجية واللوجستيكية التي يتطلبها الإصلاح ضمانا لنجاحه، كما دعا إلى ذلك المجلس الأعلى، ونبه إلى ذلك عدد من الفاعلين حتى لا تسقط الرغبة في التسريع الدخول الجامعي المقبل في التسرع.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.