من بينها إفريقيا والعالم العربي.. دراسة تسلط الضوء على هيمنة لغة المستعمر على التعليم الطبي على حساب اللغة الأم

كشفت دراسة علمية حديثة، عن تدني استعمال اللغة الأم في القطاع الطبي في دول إفريقيا والعالم العربي، مشيرة إلى أن هناك إهمالاً كبيراً للغة الأم في التعليم الطبي في هذه البلدان.
وأظهرت نتائج الدراسة المعنونة بـ” إنهاء الاستعمار في التعليم الطبي: فحص عالمي للغات التعليمية والاعتماد على اللغة الأم”، أن إفريقيا تعتبر الأضعف بالنظر إلى الاعتماد على اللغة الأم، حيث يقتصر التعليم الطبي فيها على اللغات التالية: الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية وفي المقابل، تعتمد 38 دولة أوروبية من أصل 39 دولة على لغتها الأم باعتبارها اللغة الأساسية للتعليم الطبي.
ورصدت نتائج الدراسة، أن أكثر من 2900 كلية طب موزعة على مستوى العالم في 189 دولة، وتعتمد غالبية هذه البلدان (105)، أي (55.6%) على اللغة الأم باعتبارها لغة التدريس الأساسية، بينما تعتمد 74 دولة (39.1%) على اللغات الأجنبية في التعليم الطبي على حساب لغتها الأم، وتعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الأساسية للتعليم الطبي في 53 دولة حيث اللغة الإنجليزية ليست هي اللغة الأم.
ونبه المصدر ذاته، إلى الاستعمال المحدود للغة الأم في إفريقيا، إلى جانب التفاوت الكبير في استخدام اللغة بين مختلف القارات، وهو ما يؤكد حسب الدراسة أن تحديد لغة التدريس خاصة في البلدان النامية، لا يعتمد فقط على الدوافع التربوية بل يتجاوز ذلك إلى الجوانب الاجتماعية والسياسية.
وأشارت الدراسة ذاتها، إلى أن السوابق التاريخية والاستعمار لعب دورا هاما في التعليم وتحديد لغات التدريس في البلدان المستعمرة، وهو ما يفسر حسب المصدر ذاته، هيمنة اللغات الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية كلغات تعليمية في إفريقيا.

وفي المقابل، أبرزت الدراسة، أن جميع الدول المتقدمة تقريبًا، مثل ألمانيا والسويد والنرويج وكوريا واليابان، تعتمد على لغتها الأم في التعليم الطبي، وحتى البلدان ذات اللغات الأقل شيوعًا، مثل أيسلندا وإستونيا ولاتفيا، تعطي الأولوية للغتها الأم في التعليم الطبي.

شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.