الباروميتر العربي: نتائج استطلاعات الرأي تؤكد أن الحركات الإسلامية في طريق العودة إلى الحياة السياسية

توقع “الباروميتر العربي” من خلال نتائج استطلاعات الرأي الممثلة لمستوى الدول في الدورة السابعة للباروميتر العربي، العودة والصعود القوية لما أسماه بـ “الإسلام السياسي” .
وأوضح الباروميتر عبر موقعه الإلكتروني، 08 ماي 2023، أنه “في أغلب الدول التي شملها الاستطلاع، يعرب المواطنون من الصغار والكبار سناً على السواء عن تفضيل واضح لزيادة دور الدين في السياسة”.
وبين المصدر ذاته، أن “هذه هي أول مرة تتضح فيها زيادة دعم الإسلام السياسي بقدر يُعتد به منذ انطلاق الانتفاضات العربية في 2011″، مشيرا إلى أن هذه التوجهات في الآراء رغم أنها قد لا تستمر، فإنها – إذا استمرت– يمكن أن تعيد للإسلام السياسي أهميته كقوة سياسية كبرى في المنطقة.
وتساءل الباروميتر إن كان وجود القوى الإسلامية في المعارضة قد تأتي بفرص زيادة الإقبال على الإسلام السياسي؟ ليجيب بالقول: “يظهر من بيانات الباروميتر العربي أن هذا احتمال قائم بقوة، حيث انه منذ 2018-2019 زاد الدعم لأيديولوجية الإسلام السياسي”.
وأردف: “في 2021-2022 أيد النصف أو أكثر في خمس من عشر دول شملها الاستطلاع أن يكون لرجال الدين نفوذاً على القرارات الحكومية، وبلغت نسبة تأييد المقولة 77 بالمئة في موريتانيا و62 بالمئة في السودان و57 بالمئة في ليبيا و54 بالمئة في العراق. فقط في تونس (23 بالمئة) ولبنان (22 بالمئة) ومصر (20 بالمئة)، قال أقل من 4 من كل 10 أشخاص بضرورة أن يلعب رجال الدين دوراً في القرارات الحكومية”.
واسترسل: “يُلاحظ أن هذه النسب تمثل زيادة عن النسب المرصودة في 2018-2019 في ست من تسع دول شملها الاستطلاعين. تبلغ الزيادة مداها في ليبيا (27 نقطة مئوية) ثم الأردن (15 نقطة) والمغرب (14 نقطة) والسودان (10 نقاط)، بينما طرأت زيادات أصغر في كل من فلسطين (7 نقاط) والعراق (6 نقاط)”.
وقال المصدر ذاته، إنه “في الوقت نفسه، لم يتراجع دعم الدور السياسي للقيادات الدينية في أي دولة. في الدول الثلاث الباقية – لبنان ومصر وتونس – يقع التراجع في نسب الإقبال على المقولة ضمن هامش خطأ الاستطلاع، ما يعني أنه لم يحدث تغير فعلي في الإقبال على هذا الرأي. أي أنه، باختصار، لم يتراجع دعم دور الدين في السياسة عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فعلياً”.
وتابع المرصد، “بينما الشباب بين 18 و29 عاماً هم من يقودون العودة إلى الدين عبر المنطقة، فإن صعود الدعم للدين في السياسة منتشر أكثر عبر المجتمع”، موضحا أن الشباب هم الأكثر إقبالاً على دعم دور أكبر للدين في السياسة في ست دول من تسع شملها آخر استطلاعين.
وأضاف: “الشباب في ليبيا هم الأكثر إقبالاً على هذا الرأي (22 نقطة) ثم المغرب (20 نقطة) والأردن (19 نقطة) والسودان (10 نقاط) وفلسطين (8 نقاط) ومصر (6 نقاط). في تونس والعراق ولبنان، يقع التغير في الآراء ضمن هامش الخطأ، ما يعني عدم حدوث تغير فعلي”.
في المجمل، يقول الباروميتر العربي: “يظهر من هذه النتائج أن دعم الإسلام السياسي آخذ في الصعود. على أن هذا لا يعني بالضرورة أن الإسلام السياسي كأيديولوجية سوف ينمو ويتحول إلى حركة شعبية كما كان الوضع قبل الانتفاضات العربية. كما هو الحال بالنسبة للتزايد المرصود في مستويات التدين خلال السنوات الخمس الأخيرة، ربما ينعكس هذا التوجه في المستقبل”، لكن، يستدرك المصدر ذاته، “خلال السنوات الأخيرة بشكل عام اكتسبت فكرة دور الدين في السياسة قبولاً أكبر في عقول وقلوب الناس عبر المنطقة”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.