بعد اعتقال الناصري وبعيوي.. موفيدي يقرأ دلالات فضائح ومتابعات نخب 8 شتنبر

تتلاحق فضائح تدبير نخب انتخابات 8 شتنبر، فلم تمر سوى سنتين حتى بدأت رائحة الريع والرشوة والفساد تنبعث من “رماد تدبير نخب الكفاءات”، بل أكثر من ذلك تطور الأمر إلى متابعات ومحاكمات واعتقالات في صفوفها بسبب الارتشاء وهدر المال العام والاتجار في المخدرات، كان آخر هذه الفضائح اعتقال سعيد الناصري، رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء ورئيس نادي الوداد الرياضي، وعبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق، وكلاهما ينتميان لحزب الجرار ويواجهان معا تهما ثقيلة تتعلق بالاتجار بالمخدرات والتزوير والاستيلاء على ممتلكات الغير في علاقة مع ملف تاجر المخدرات الشهير بــ “المالي” أو “اسكوبار الصحراء” .

ضبط المشهد السياسي
وفي تعليقه على الأمر، اعتبر محسن موفيدي الكاتب الجهوي للعدالة والتنمية بجهة الدار البيضاء، أن هذا الأمر ما هو إلا نتيجة طبيعية لمحاولة ضبط المشهد السياسي والتحكم في نتائجه، مشيرا إلى أنه بعد الجرعة الديمقراطية التي جاء بها دستور 2011 والهبة التي كانت، هناك اليوم محاولة للالتفاف وبإسفاف على هذه الروح الديمقراطية، وذلك بإفساد العملية السياسية بإدخال أمثال هؤلاء الناس موضوع متابعات قضائية الذين يلجون خلسة للمشهد السياسي.
ويرى موفيدي في تصريح لـpjd.ma، أنه في العالم، الممارسةُ السياسية ُهي ممارسةٌ نبيلةُ ويجب أن تكون مقرونة بالشرف وبالنزاهة والمصداقية، مضيفا أنه لا يمكن للسياسة والديمقراطية أن تتطور في البلاد ولا يمكن تنمية البلاد، بدون نخب مشهود لها بالكفاءة أولا وقبل كل شيء القيم النبيلة المرتبطة بالنزاهة والمصداقية والتجرد والعطاء، وأن تكون العلاقة مع الوطن علاقة بذل وعطاء وليست علاقة انتفاع وبحث على الصفقات كما يقع الآن على، حد تعبيره.
وأفاد موفيدي، بأنه في الآونة الأخيرة وبعد 8 شتنبر شهدت بلادنا للأسف فضائح، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون أن نسمع عن متابعة سواء على المستوى المحلي أو النيابي، قبل أن يضيف “للأسف حتى الرياضة أصابها ما أصاب المشهد السياسي، وهذا الأمر مؤسف وخطير جدا على المستقبل، فبقدر ما هناك فرح وابتهاج بهذه المتابعات والضرب بيد من حديد، فإن المشكل سيبقى قائما إذا لم يحل من المنبع “.
المال السهل والمتسخ
ويرى المتحدث ذاته، أن حل هذا المشكل يعتمد على مقاربتين، الأولى، تتعلق بالدولة والكف عن محاولة الضبط والتحكم في الممارسة السياسية، وشق آخر له علاقة بالأحزاب السياسية، فلا يمكن بحسبه، أن تكون عندنا أحزاب هي في الأصل مبنية على هذا الأمر، مشيرا في هذا إلى الحزب الشهير الذي معظم المتابعات تتفجر في صفوفهوبين أعضائه القياديين، وأضاف أن”هذا الأمر عنده ليس وليد اللحظة، وإنما كانوا ينادوا به منذ تأسيسه فهو يجمع ضريبة جمع المال بالسلطة يعني أن المال السهل والمتسخ نتيجته الطبيعية هي هذه، وهذا يؤثر على تنمية البلاد وعلى صورتها، وعلى اقتناع أبناء المجتمع المغربي بجدية الدولة في الرقي بالممارسة السياسية”.
واستطرد “هؤلاء الذين اغتنوا بشكل مفاجئ فور ولوجهم للسياسة، هم معروفون، هناك أشخاص لا تجارة معروفة لديهم ولا صناعة هم منخرطون فيها ولا إرث تحصلوا عليه فيصبحون بين ليلة وضحاها من مليارديرات البلد، فلا يمكن أن يكون مصدر هذه الأموال إلا أعمال متسخة وأعمال فاسدة..”. يقول موفيدي.
يشار إلى أن المحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع، كانت قد أدانت محمد الحيداوي، رئيس فريق أولمبيك آسفي والبرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، بسنة ونصف حبسا نافذا وغرامة قدرها 2000 درهم، وذلك في ملف ما يعرف بتذاكر مونديال قطر.
ومن جهة أخرى، قضت غرفة الجنايات الابتدائية قسم جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بفاس، بإدانة البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار رشيد الفايق ومن معه بتهم “الارتشاء وتبديد أموال عمومية واستغلال النفوذ والسلطة”، وذلك يوم الأربعاء 21 دجنبر 2022.
وأدانت المحكمة المتهمين الرئيسيين، رشيد الفايق بـ6 سنوات سجنا نافذة وغرامة بقيمة 1 مليون درهم، فيما حكمت على شقيقه جواد الفايق بـ3 سنوات سجنا نافذة و غرامة قدرها 50 ألف درهم.
كما حكمت المحكمة نفسها على باقي المتهمين المتابعين في حالة اعتقال، من بينهم الموظف بجماعة أولاد الطيب ع.ر بسنة واحدة سجنا منها 9 أشهر نافذة والباقي موقوف التنفيذ وغرامة 15 ألف درهم، وبنفس العقوبة على ع.ك نائب بالجماعة السلالية لجماعة أولاد الطيب (تسليم وثائق إدارية لمن ليس له الحق فيها).

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.