تحت شعار “غزة…معا نعيدها أجمل”.. اجتماع عربي دولي بإسطنبول لبحث إعادة إعمار غزة

انطلقت اليوم السبت، اجتماعات الدورة الـ12 لمجلس أمناء الهيئة الدولية العربية للإعمار في فلسطين، لبحث إعادة إعمار قطاع غزة ومشروع للإيواء العاجل للفلسطينيين بالقطاع، بمدينة إسطنبول التركية
وتعقد هذه الدورة تحت شعار “غزة.. معا نعيدها أجمل” بحضور أعضاء مجلس إدارة الهيئة ومسؤولي فروعها في أكثر من 20 دولة، إضافة إلى أمنائها من مختلف دول العالم، وعدد من الضيوف بينهم المفكر المغربي أبو زيد المقرئ الإدريسي.
وسيدرس المشاركون خلال الاجتماعات، تقرير عمل الهيئة خلال عام 2023، إضافة إلى سبل إنجاح مساهمتها مع شركائها في إعادة إعمار غزة، كما سيقيم المشاركون مشروع إيواء عاجل أطلقته الهيئة بدعم من شركائها لتخفيف معاناة أهالي غزة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الهيئة طاهر المصري، في كلمته بالجلسة الافتتاحية: “اليوم نلتقي مجددا رغم كل الاعتداءات الوحشية التي تحدث على أرض فلسطين، وخاصة قطاع غزة، لنجدد ميثاق العزم والإصرار على الاستمرار في مسيرة البناء والإعمار ليشرق مستقبل أطفالنا في فلسطين كبقية أطفال العالم”.
وأكد المصري، وهو أيضا رئيس مجلس الأمناء، أن “الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين ترى أن واجبها يتعاظم يوما تلو آخر بعد الدمار الذي حصل في قطاع غزة لكل معاني الحياة ومقوماتها ومحاولة المحتل كسر إرادة الشعب الفلسطيني”.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس الإدارة زهير العمري، إن هذه الدورة “تعقد في ظروف استثنائية في ظل عدوان صهيوني همجي على فلسطين وقطاع غزة بشكل خاص، حيث نتابع بقلق بالغ وحزن عميق العدوان غير المسبوق في عنفـه وعشوائيته على غزة”.
وأضاف: “نسجل بألم كبير استمرار نهج جرائم الحرب المتعمدة ضد المدنيين والمنشآت المدنية، تحت مرأى ومسمع مـن العالم في إمعان الاحتلال في استهداف الإنسان والعمران في غزة الأبية وتحويل الأحياء السكنية وأبراجها والمنشآت المدنية إلى أهداف حرب”.
وأوضح أن “العدوان الهمجي المجرم على غـزة خلف دمارا وخرابا على جميع المستويات مـن مستشفيات وبنى تحتية لمؤسسات اجتماعية، وتجمعات سكنية، ومقرات للهيئات المدنية ومراكز إيواء، ومؤسسات اقتصادية واجتماعية”.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال “لم يستثن حتى دور العبادة مـن مساجد وكنائس ومدارس، ومؤسسات الخدمات اليومية للمواطنين من مصارف وأسواق”.
وبين أن “الهيئة لم تتوانَ لحظة عن تقديم المساعدة والخدمـة واستثمار الفرص في سبيل دعم صمود أهل فلسـطين”.
وذكر أن الهيئة منذ تأسيسها نفذت ووقعت اتفاقيات لمشاريع حيوية واستراتيجية بقيمة تقترب من 70 مليون دولار بـ”الرغم من التحديات والعقبات، التي حاولنا أن نتخطاها رغم الظروف الصعبة”.
وختم بالقول: “في كل الاعتداءات السابقة قامت الهيئة بإعداد خطة مـن ثلاث مراحل تبدأ بالتدخل العاجل أثناء وبعد وقـف العدوان، والمرحلة الثانية بحصر وتقييم الأضرار في كافة القطاعات وتدعيم وترميم المباني، وفي المرحلة الثالثة تبدأ مرحلة إعادة الإعمار”.
ومن جهة أخرى، تحدث المفكر المغربي أبو زيد المقرئ الإدريسي أيضا خلال الجلسة الافتتاحية، مشيدا بصمود أهالي غزة في مواجهة العدوان.
وقال: “لم يسجل أهالي غزة الضعف والهوان رغم كل ما تعرضوا له على يد الاحتلال، هذه هي غزة العزة والصمود والإباء والإسلام المميز”.
ودعا الإدريسي المشاركين في اجتماعات الدورة الـ12 لمجلس أمناء الهيئة الدولية العربية للإعمار في فلسطين، إلى العمل على أن يتمخض عن اجتماعاتهم “عمل نافع مؤسسي مبني على إنجازات قريبا عندما تفرض الهدنة في غزة نفسها”.
وتأسست الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين عام 2008 بمبادرة من نقابة المهندسين ومقاولي الإنشاءات الأردنيين، وبمشاركة قيادات وممثلي الهيئات الهندسية وجمعيات رجال الأعمال في الدول العربية والإسلامية ومجموعة من الشخصيات.
ولليوم 148 على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، مخلفا ارتقاء 30 ألفا و 320 شهيدا، وإصابة 71 ألفا و 533 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.