حمورو يكتب: هل فقدت “إسرائيل” القدرة على اتخاذ القرار المناسب لما بعد الهدنة الإنسانية؟

يحاول العدو الاسرائيلي تعديل سياسته التواصلية هذه الأيام، بهدف ترميم صورته أمام الشعوب والساسة من ذوي الضمائر الحية، بعدما أسقط عدوانه على غزة، عن وجهه القبيح كل الأقنعة التي ظل يظن انها كافية لاخفاء وحشيته وهمجيته، وظهر على حقيقته بدون مساحيق الدعاية التي ينثرها عليه الغرب المنافق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
ضمن هذه السياسة التواصلية الجديدة، تم العدول عن اللقاء الصحفي الثلاثي لنتنياهو رئيس الوزراء وغالانت وزير الدفاع وغانتس عضو مجلس الحرب، مع الابقاء على الإفادة اليومية للناطق باسم الجيش وتخصيصه لجزء من اطلالته للحديث باللغة الإنجليزية، ثم إخراج متحدث انيق باسم الحكومة لتلاوة بلاغات وافادات باللغة الإنجليزية كذلك، ثم تعميم قصاصات باسم مكتب رئيس الوزراء، تتضمن كلاما انشائيا لا يحمل أي جديد ولا أي اجابات على المستجدات.
في هذا التعديل في السياسة التواصلية للعدو الاسرائيلي، سواء من حيث الاليات والشكل، أو من حيث الخطاب المركز على المظلومية وعلى ما يعتبره حقا في الدفاع عن النفس، تظهر مؤشرات اقتناعه بالهزيمة في الحرب الإعلامية ومحاولة العمل على تحسين الصورة، خاصة أمام شعوب الغرب، لكن كل هذه المحاولات مصيرها الفشل، بالنظر لـ”القصف الإعلامي” الذي يتعرض له يوميا على يد “الإعلام العسـ.ـكري” للمـ.ـقاومة بسلاح الصورة والرمزية، في ساحات وميادين تسليم الاسرى والمحتجزين، من خلال الاستعراض الجماهيري في مناطق ادعى جيش اسرائيل أنه يسيطر عليها، وكذا من خلال مشاهد الود غير الخافية على وجوه المحتجزين والمحتجزات تجاه عناصر وحدة الظل في كتائب القـ.ـسـ.ـام، أثناء عمليات تسليمهم لعناصر الصليب الأحمر الدولي، إلى جانب صور الاحتفاء بالاسرى الفلسطينيين المحررين بالقدس ومدن الضفة الغربية، ورفع الشعارات المؤيدة للمـ.ـقاومة.
هكذا يجد العدو الصهيــونـــي نفسه بعد 50 يوم من العدوان الوحشي، وأيام من الهدنة، ممزق الصورة والصف، بسبب عملية طوفان الأقصى، فاقدا للقدرة على اتخاذ قرار الخطوة الموالية، سواء في اتجاه التفاوض حول اتفاق وقف إطلاق النار، او الاستمرار في الهدنة الانسانية مقابل تحرير أسراه من “المدنيين”، أو العودة للحرب، لأن المـ.ـقاومـة لم تكشف بعد عن كل أوراقها، وماتزال تتحكم في وتيرة المعركة ويمكنها فرض افقها كذلك، بما اظهرته من انسجام في المواقف وثبات عليها، وما اظهرته من وحدة في الميدان، واحتضان سكان غزة لها رغم العدد الكبير من الشهداء وحجم الدمار الهائل الذي لحق القطاع.
وتكشف تصريحات قيادة العدو، المسنودة بزيارة ولقاءات وتصريحات وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ألا خيار واضح أمام اسرائيل، وأن أحلى السيناريوهات بالنسبة اليها مُرّ على جيشها وصورتها ومستقبلها، لأنها دخلت حربا لم تبادر إليها، وهي في وضعية مخاض داخلي وترهل مجتمعي ومؤسساتي، ولو أن المـ.ـقاومة الفلسطينية وجدت دعما صلبا وتغطية حقيقية وحاسمة من الأنظمة العربية، لكان العالم يشهد هذه الأيام انطلاق مفاوضات بناء دولة واحدة على أرض فلسطين، خاصة أنها أرهقت اسرائيل واستنزفتها عسكريا، ويمكن القول بأنها أجهزت عليها في حرب الإعلام والصورة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.