يتيم يكتب: من دروس المونديال: ثقافة النظافة.. ثقافة الاعتراف

بعد أن وضعت “الحرب” الكروية أوزارها أصبح من المتعين رصد المكتسبات والإخفاقات… فما بعد مونديال لا يمكن أن يكون مشابها لما قبله.
1: ثقافة النظافة.. ثقافة الاعتراف
النظافة من الايمان.. النبي ص الله عليه يوصي أصحابه بتنظيف الأقنية… إماطة الاذى عن الطريق صدقة… لا طهارة خلقية ومعنوية دون طهارة مادية… بل الدخول في الصلاة نتهيأ له بالوضوء والغسل… والاحرام بالعمرة او الحج يسبقه غسل واستحب الغسل يوم الجمعة… والاستحداد وهو ازالة شعر العنة وتحت الابطين من السنة… والنهي عن التبول في الماء الراكد فيه حث على النظافة.
والنظافة طريق للطهارة النفسية والمعنوية… ونفس الشيء بالنسبة لإماطة الأذى عن الطريق.. وباختصار فإن ثقافة النظافة مترسخة في مرجعيتنا.
– 2-
في الأيام الأخيرة التي عشنا فيها أجواء المونديال لفت انتباهي أمران: صور للجمهور المغربي في قطر وهو يقوم بتنظيف المدرجات …
الهتاف والتصفيق من طرف الجماهير التي خرجت لاستقبال الفريق الوطني بعد عودته المظفرة لعامل نظافة بشارع محمد الخامس الذي كان يستعد لاستقبال أسود الأطلس..
من الناحية الرمزية مكانة عامل النظافة في هذا السياق… لم تكن أقل شأنا من لاعبي الفريق الوطني وما حققوه من انحاز..
– 3-
أتأخر احيانا في الرجوع للبيت أو أخرج مبكرا فأجد عمال النظافة منهمكين في تنظيف الشوارع والازقة ونقل الأزبال… ندخل ونخرج دون أن نلقي بالا إلى أن أزبالنا التي لا نطيقها تحمل بقائها لفترة إضافية إذا مر عمال النظافة دون أن ننتبه… نفعل ذلك لأن رجالا قد نابوا عن في ذلك …
هم أبطال لا يقلون بطولة عن رجال الركراكي… يعملون ليل نهار ب “النية” من أجل نظافة بيوتنا وأفنيتنا وشوارعنا… وعلينا أن نعترف بفضلهم.
علينا كلما سمعنا منبه شاحنة حمل الأزبال أن نتذكر فضلهم ونشكر لهم… بتحسين أوضاعهم المادية والعناية بتوفير شروط الصحة والسلامة لهم نظرا للمخاطر المهنية التي هم معرضون لها …
– 4-
ملاحظة لها علاقة بما سبق؛
مونديال قطر وتأثيراته الثقافية والاجتماعية والحضارية أكبر مما يتصور… وكرة القدم والرياضة عموما مدخل من مداخل الاصلاح الاجتماعي والسياسي… مونديال قطر كان أكبر من مجرد حدث رياضي.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.