هكذا أحيا “الأسود” الأمل بأن الخير أمام..

المحجوب لال


قبيل الربيع العربي لعام 2011، سرت بكثير من الدول العربية، حالة من الانتظار لثورة جياع أو فقراء، لاسيما في مصر، فأتى ربيع الشباب المطالب بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. والجديد في تلك الثورات، أن الذي قادها هم شباب في عمومهم من الطبقة المتوسطة، وممن لم يكن لهم انشغال سياسي مباشر.
الخلاصة المنهجية التي أراد الربيع أن يعلمنا إياها، أن جذوة الأمل ماتزال مشتعلة تحت الرماد، مهما بدا لنا السكون والكمون، فالظاهر في قراءة المجتمع واستقراء التاريخ لا يكفي لتحليل ما يقع، واليوم، عبر مونديال قطر ورسائله الاجتماعية والسياسية، يتأكد لنا أن الأمل الذي بثه الربيع في أن الشباب قادر على التغيير أمل حقيقي وثابت.
اليوم يواجه العالم حربا شرسة على الأخلاق والقيم الفطرية، وعلى الأسرة والقضية الفلسطينية، وعلى الوحدة الإنسانية خلف ما يجمعها ويميزها كإنسانية، نحو عالم السلع والمتع والسوق والاستهلاك.
غير أن أسود الأطلس، وعبر مشاركتهم في مونديال قطر 2022، أعطى الأمل من جديد، بأن الشباب المغربي والعربي عموما، يحمل في قلبه إيمانا ووعيا كبيرا، بوحدة الأمة، بمركزية فلسطين في وجدانها، بقيم الإسلام السمحة، بالأسرة كرابطة جامعة لأبناء المجتمع، وبالأم كقطب رحى هذه الوحدة الاجتماعية.
الأمل الذي زرعه منتخبنا الوطني يقول إن ما يظهر لنا، أو ما يراد له أن يظهر ويحتل الشاشات والمسارح والإعلام، من فن هابط أو أشخاص تافهين، بأنه لا يمثل حقيقة الوعي الحقيقي لأبناء المجتمع، والذي يظهر حين تُتاح له الفرصة الحقيقية لإبراز هذا الوعي، بكل حرية، حين يرى الدافع الخارجي قد ارتدى جلباب الجد والعزم والمبادرة ووضع على رأسه عمامة المعقول، حينها، تنبري أشكال مبدعة لوحدة الشعب خلف قيادته.
والمطلوب اليوم، استثمار هذه اللحظة التاريخية، لأن تعطي لكل منا، الإيمان الراسخ، بأن الأمة في عمقها وجوهرها على خير، وأنها كمارد ينتظر لحظة الانطلاق، وأنها كشجاع كُبلت يداه عن النزال، وأن التحرير المطلوب والانبثاق المأمول، مرهون بأخذ زمام المبادرة، والتقدم دون تردد، في تحقيق مصالح الشعب، والمؤكد، بل الأكيد، أن الشعب سيكون في المقدمة، كما سيكون في الظهر وعن اليمين والشمال، وكيف لا يفعل، بل كيف لا نعي أن هذا هو الذي سيفعل، أنحتاج لمزيد شواهد من تاريخ أو حاضر؟

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.