بوكمازي: أخنوش صادق في أن “اليوم وغَدا أحسن من العشر سنوات الماضية”

تحدث أخنوش وهو صادق، في أن “اليوم وغدا أحسن من العشر سنوات الماضية” ويبدو أن الناس لم تفهم قصده جيدا.
فرجل الأعمال الكبير الذي يزاوج بين المال والموقع المهم في السلطة، لا يقصد بحديثه هذا وضعية المجتمع المغربي إن على المستوى السياسي الحقوقي، أو الاقتصادي الاجتماعي، ولا يعني بذلك القدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات وقدرتهم على الادخار، ولا يعني كذلك مستوى ولوجهم للخدمات العمومية ولاسيما منها الاجتماعية.
بل يتحدث عن وضعه الخاص (يمكن الرجوع لتقرير فوربس عن أغنياء العالم) وعن وضع من على شاكلته من منظومة تنازع المصالح والتي استطاعت خلال هذه المدة القصيرة من الزمن أن تراكم ما لم تراكمه طيلة عقد من التدبير السابق.
هو يقصد لنا كيف أنه وخلال هذه المدة القصيرة والقصيرة جدا استباح الموقع العمومي واستغله أبشع استغلال ليمكن لنفسه ومن على شاكلته ويجعل الموقع العمومي خادما لتحقيق المصالح الخاصة لبعض النافذين ولعل واقع تدبير المحروقات، والاستفادة من الاجراءات الضريبية والجمركية ووو، لخير دليل على ذلك.
بل أكثر من ذلك هو يتحدث لكم عن الكثير من منتخبي الثامن من شتنبر الذين تصدروا تدبير الجماعات الترابية كيف هو حالهم بعد أقل من سنتين وكيف استطاعوا تغيير وضعياتهم، وكيف جعلوا من عقود التدبير المفوض ومن الصفقات العمومية، والموقع العمومي… وسيلة للابتزاز والضغط، وهو بطبيعة الحال ما لا تستطيع تكذيبه عيون الناس ومتابعتهم للتحولات والطفرات الاستثنائية التي يعيشها بعضهم.
السيد رئيس الحكومة كان صادقا معكم وهو يعي أن وضع اليوم أحسن من عشر سنوات مضت، لأن وضع اليوم لا برلمان فيه يزعج رغبته الجامحة في الاستئثار بكل شيء، ولا يوجد من يزعج فكره بضرورة إصدار قانون يجرم الإثراء غير المشروع، أو يتابع الفاسدين والمستأثرين.
بل هو يعي جيدا أن الأمر اليوم مختلف عن العشر سنوات الماضية، بل تجاوز كل الحدود ويمكن خلاله لرئيس الحكومة أن يكون على اطلاع بأن أحد وزراءه قد يؤسس شركة رأس مالها 100.000,00 درهم ويحصل على دعم قيمته 50 مليار سنتيم دون أي سابق إنذار، ولا يستطيع رئيس الحكومة أن يقول أي شيء، وكيف له أن يقول لأنه وباختصار شديد سيكون جواب المستفيد “واش كاين غير بوحدي”.
عموما كثيرة هي الحالات والوضعيات التي تفيد تغير الحال عن الحال، والتي تبرر قصد الرجل، ولكن يبدوا أننا لا نجيد ولا نحسن فهم رئيس شركتنا عفوا حكومتنا المحترم، والذي يرغب في اقناعنا أن وضع اليوم أحسن من وضع العشر سنوات الماضية التي كان هو جزء أساسي في قيادتها، فهذا المعطى لوحده كافي لنستوعب أنه لا يقصد وضعنا كمجتمع، بل يقصد وضع البنية التي تراكم الثروات من خلال مزاوجتها بين المال والسلطة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.