لا للعنصرية والكراهية.. ماء العينين تنتقد الأصوات الداعية لـ “قيسنة” المغرب

أمينة ماء العينين


قضايا غلاء الأسعار وممارسات الاحتكار وتنازع المصالح والاغتناء غير المشروع الذي تخصصت فيه الحكومة ورئيسها وبعض أعضائها إضافة إلى الاستفاقة التي قد توصف بالمتأخرة للذين وثقوا في الوعود المضللة لحكومة “كول و وكل” كلها قضايا جوهرية، غير أن تحولات قيم المغاربة بعيدا عن تقلبات السياسة أمر يدعو للقلق.
حملة الكراهية ضد المهاجرين من دول جنوب الصحراء الذين قادتهم الأقدار للمغرب في ظروف معيشية صعبة، أمر يدعو للاستغراب، فليس في الإسلام تمييز إلا على أساس التقوى، وليس من الإسلام وأخلاقه الانتقاص من البشر على أساس اللون. صحيح أن في جينات الثقافة المغربية تاريخيا في العديد من المناطق انتقاص من أصحاب البشرة السوداء، لكن حملات السخرية والاستهزاء والاستعلاء أمر معيب ويدعو للخجل.
من المؤسف انسحاب وسائط التنشئة الاجتماعية، وتواري وظائف التربية والتأطير والنقاش في ظل تحول الإعلام وافلاس التعليم وحياد المساجد والفقهاء واستقالة المثقفين.
من المؤسف ترك الناشئة فريسة لفصيلة عجيبة ممن يسمون “المؤثرين” و”صانعي المحتوى” المحكومين بهواجس مادية، ومن المؤسف مشاهدة زحف القيم السلبية على حساب القيم الإنسانية النبيلة.
كنا نشكو سياسيا مما كنا نسميه في مرحلة ما “بَنْعَلَة” المغرب، أي محاولة استيراد النموذج السياسي للرئيس السابق لتونس بنعلي، اليوم نحن نشكو من “قَيْسَنة” المغرب، أي إرادة استيراد خزعبلات من يسمي نفسه حاليا رئيسا لتونس.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.