ماذا سيجني المغرب من تنظيم كأس العالم 2030؟

نال المغرب شرف تنظيم نهائيات كأس العالم سنة 2030، بالتقاسم مع إسبانيا والبرتغال، حيث يمثل هذا القرار بحسب بلاغ الديوان الملكي إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى، ويرى المتتبعون للشأن الرياضي، أن احتضان المغرب لهذه التظاهرة الدولية ستعود عليه بالنفع على كافة المجالات، الاقتصادية والخدماتية الاجتماعية والاشعاعية وغيرها من المجالات، فما هي بالتحديد أوجه هذه الاستفادة؟ وما سقفها وإلى أين يصل مداها وأثرها؟ .

pjd.ma تواصل مع المحلل الاقتصادي المغربي والمقيم بدولة قطر، محمد أفزاز، لإحصاء مكونات “سُلة هذه الاستفادة” وتتبع أثرها على المغاربة ومعيشهم اليومي وكذلك وإشعاعهم في العالمين، وكان الرد أن المغرب سيستفيد من جميع النواحي وعلى أكثر من صعيد.
خلق فرص عمل
المحلل الاقتصادي، أكد في هذا الصدد، أن تنظيم هذه التظاهرة العالمية، لا يمكنه إلا أن يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، حيث سيساهم في خلق الثروة وخلق فرص مناصب الشغل وإنعاشها لصالح الشباب المغربي.
وأبرز أفزاز في تصريح لـpjd.ma، أن قطاع التوظيف سيستفيد على اعتبار أن إطلاق مشاريع بمليارات الدولارات سيحرك وسيدعم عجلة الاقتصاد، وبالتالي سيخلق العديد من فرص الشغل للمغاربة وسواء كانت هذه الوظائف بشكل مباشر أو غير مباشر، وتوقع المحلل الاقتصادي أن توفر هذه التظاهرة الرياضية ما بين 200 إلى 250 ألف منصب شغل.
بنية تحتية متطورة
وأبرز المحلل الاقتصادي ضمن التصريح ذاته، أن هذا الحدث الرياضي سيكون له وقع حتى قبل أن يتم تنظيمه، حيث سيتم تسريع وتيرة تجهيز وإرساء مجموعة من البنيات التحتية، تشمل الطرق والنقل بين المدن وداخلها، معتبرا أن قطاع المنشآت والعمران وتطوير البنية التحتية سيكون الأكثر استفادة، مشيرا إلى أنه وخلال السبع سنوات التي ستفصلنا عن انعقاد هذه التظاهرة الكبيرة، سيتم تطوير البنية التحتية التزاما باشتراطات الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”.
وأوضح أن فرصة احتضان المونديال ستكون مناسبة للمغرب لتنفيذ عدد من المشاريع في أقل مدة، وبالتالي سيبصم على صورة جديدة سيستطيع من خلالها أن يسوق لنفسه. يقول المتحدث ذاته.
ومن بين القطاعات التي ستشهد طفرة واستفادة من هذه التظاهرة، حسب المتحدث ذاته، القطاع السياحي والخدماتي والفنادق والمطاعم وصناعات “الإكسسوارات والهدايا”، بحيث ستشهد هذه المؤسسات والإكسسورات المحلية الصنع إقبالا من قبل السياح الأجانب والمغاربة.
ويتوقع المحلل الاقتصادي، أن يصل عدد السياح من 15 إلى 16 مليون سائح على اعتبار الموقع الاستراتيجي والقرب من القارة الأوربية، وهو ما سيمكن من انسياب إيجابي للسياح على المستوى الوطني يقول أفزاز.

أيضا من القطاعات التي ستستفيد حسب المتحدث، قطاع النقل والمواصلات، بحيث ستتيح هذه التظاهرة تطوير العديد من المواصلات (مترو الأنفاق)، وتعزيز أسطول الخطوط الوطنية للطيران بطائرات إضافة لتغطية الإقبال الزائد الذي سيكون خلال فترة المونديال.

ومن القطاعات الأخرى التي ستستفيد أيضا، القطاع الصناعي الذي سيشهد بحسبه طفرة نوعية، فتطوير البنية التحتية من طرقات وملاعب جاهزة سيحتاج إلى مواد أولية من حديد وإسمنت ما سينعكس إيجابا على عائدات ما يسمى بالصناعات التحويلية وصناعة الإسمنت، هذا فضلا عن تأثيرات أخرى جانبية.
وخلص أفزاز إلى المونديال سيُفيد الاقتصاد المغربي بشكل عام ومن المتوقع أن يضيف إلى الناتج المحلي المغربي ما بين نصف نقطة إلى نقطة مئوية، وهذا يعني بحسبه عائدات بإجمالي لا يقل عن 17مليار دولار ، ما يعني أن المغرب سيعزز من مؤشراته الاقتصادية التنافسية، وسيعزي الاحتياطات الأجنبية، الأمر الذي سيعزز من استقرار العملة المحلية.
ويرى المحلل الاقتصادي، أن الإعلان عن تنظيم المغرب للمونديال، يأتي في وقت حساس، حيث مر من الزلزال الذي أثر على أكثر من صعيد، واعتبر أن مثل هذا الخبر الإيجابي سينعكس ايجابا على المستوى النفسي للمغاربة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.