يايموت يكتب: العالم تحول لعالم ما بعد الغرب

لأول مرة في التاريخ المعاصر تنهزم “إسرائيل”/المشروع الغربي الأمريكي في قلب الأمة هزيمة يعجز الغرب عن تداركها أو قلبها إلى انتصار للغرب. في الكيان الصهيوني حوالي 10000 جندي أمريكي يقاتل في المعركة وحوالي 7000 جندي فرنسي وحوالي 3000 إنجليزي وحوالي 900 إيطالي وعدد غير معروف من بولندا وأستراليا وأوكرانيا وغيرهم… من يطلق عليهم زورا مزدوجي الجنسية.
العالم ما بعد غربي ظهر بشكل بارز بالهزيمة في العراق ووضع قطاره على سكة سريعة بانتصار طالبان المروع في أفغانستان وما أطلق عليه الهروب الأمريكي الكبير 2021. كل هذا أدركته روسيا في فبراير 2022 بهجومها على حلف الناتو ممثلا بأوكرانيا غير العضو فيها لكنها تمثله جيوستراتيجيا.
تحارب الصين باستعمال الاقتصاد… وتنظر الصين إلى بحار العالم وبالتحديد مضايق التجارة العالمية بكونها الحرب التي ستقع؛ وتعلم الصين علم اليقين أن الهيمنة العالمية الشرقية لا تكون في البر لكنها ستكون هيمنة بحرية وصراع بالوكالة أولا. ثم صدام مسلح مباشر ثانيا ولو بعد حين.
ومن هنا تأتي عالمية غزة… ووجب أن نعلم أن غزة الصغيرة لعبت دورا أكبر من كل دول “الشرق الأوسط” في جريان التحولات الدولية الحالية؛ وعليه فهي “لاعب” وملعب دولي أكبر من فلسطين جيوستراتيجيا.
وطوفان الأقصى هي معركة جيوستراتيجية أظهرت بكل شدة ووضوح، أن التفوق الغربي في استعمال القوة لإعادة التاريخ للماضي مستحيلة… كما أظهرت الحرب الوحشية أن استراتيجية الغرب الدموية القائمة على فرض أفكاره وثقافته ورسم الخرائط الجوسياسية بما يخدم فقط الإنسان الأبيض الغربي الاستعماري أصبح من الماضي.
مهما وقع؛ فإن التحولات الدولية الحالية تقول وتؤكد: أن الانتصار وقع، نعم وقع، وأن الانتصار الذي وقع وبالتكلفة التي تقع، قد دفع بالتاريخ مرغما إلى سكة تاريخ عالم ما بعد الغرب.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.