بلكبير يؤكد على أن التحرير يبدأ بحسم معركة الوعي ويصدر طبعة ثانية من “فلسطين قضية ثانية”

أصدر الكاتب والمفكر المغربي عبد الصمد بلكبير ، نسخة مزيدة من كتابه “فلسطين قضية وطنية” في طبعة ثانية، وهو توثيق للروابط العضوية والجدلية بين الشعبين المغربي والفلسطيني ويستهدف إسعاف الذاكرة وربط الماضي بالحاضر والمستقبل، في مواجهة سلاح “محو الذاكرة” الذي يعتبر من أهم أسلحة الجيل الرابع في الحروب “الناعمة” الاستعمارية، حسب ما جاء في تقديم الكتاب.
وأوضح بلكبير، أن الكتاب يستهدف بالأساس الشباب “الذين لم تتح لهم فرصة المشاركة في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي ولا الإطلاع على مختلف المواجهات التي عاشها الفلسطينيون على مر العقود لا في برامج التعليم أو برامج الإعلام أو الخطب الدينية أو مقررات وبرامج الأحزاب والنقابات والجمعيات المدنية، كما يستهدف بعض “المناضلين الديمقراطيين، الذين انغمسوا في مفاهيم وقيم الليبرالية المتوحشة والعولمة الامبريالية” فتعرضت “وطنيتهم وقوميتهم للتآكل”.
وفي تفاعله مع استمرار الغطرسة الصهيونية على غزة واستباحة دماء الشهداء، في ضرب صارخ للقوانين والأعراف الدولية، يرى بلكبير، أن المعركة اليوم بعد الوجود هي معركة وعي، ذلك أن القوات التي تكون رجعية وظالمة وفاسدة لا تستطيع أن تستمر في ظلمها وفسادها إلا عن طريق تغليط الرأي العام بالتزوير والبهتان والكذب والتضليل، وبالتالي يستمر نفوذها بسبب قصور وعي ضحاياها.
ومن وجهة نظر المفكر المغربي، فإن معركة تحرير الوعي وتنوير الأذهان والتوعية بحقيقة الأوضاع هي الشرط الأول لتعبئة الناس وتجميعهم وتوحيدهم وتقوية إرادتهم، مشيرا إلى أن الناس الذين يتغيون العدالة والديمقراطية والحرية والتقدم، لكنهم لا يعون أسباب مشاكلهم ومصدر الظلم الذي يقع عليهم بسبب غياب الوعي لديهم.
واستشهد في تصريح خص به pjd.ma، بالدعوة المحمدية، التي اعتبرها قائمة على الوعي، حيث حاولوا منع الرسول صلى الله عليه وسلم عن توعية الناس، وأغروه بالسلطة والمال ثم حاربوه واضطر الى أن يخرج الى المدينة.
واعتبر بلكبير، أن قضية فلسطين مثلها مثل القضايا العادلة الكبرى في العالم وفي التاريخ، مبينا أنها قضية ليست لا فلسطينية ولا شامية ولا عربية ولا إسلامية، وإنما قضية كونية، مستشهدا بغارودي الذي يقول إن “مقياس تحرر البشرية هو تحرير فلسطين“، مستدركا “يمكن أن نقول العكس أن تحرير فلسطين هو مؤشر على تحرير البشرية”.
ويرى المتحدث ذاته، أن مسألة التوعية محورية ومركزية واستراتيجية في مسألة التحرير، لأن تحرير الأذهان هو شرط لتحرير الإرادات وبالتالي لتعبئتها وتوحيدها، وهو ما قام به الشيخ أحمد ياسين، مضيفا “ها نحن نرى أن ما قام به من توعية تحول الى قوة مادية، عندما تبنتها الجماهير وأصبحت قضية شعب، حينها تتحول من أفكار إلى قوة مادية قاهرة لا يقهرها أحد نهائيا”.
وهو ما نلاحظه في فلسطين يضيف بلكبير، “فنحن رأينا كيف أن تحرر الفلسطينيين في وعيهم وبالتالي تحرير إرادتهم حرر البشرية كلها، وهو ما قاله أحد الأمريكيين شكرا لقد فتحتم أعيننا وحررتمونا من جهلنا”.
ولهذا يؤكد بلكبير، فالقضية الفلسطينية في البداية كانت ولا تزال قضية وعي عند النخبة المغربية التي للأسف “كانت متأثرة بالوعي الفرنكفوني”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.