احتضان الجزائر مكتب تمثيلية الريف المزعومة.. سفير سابق: النظام الجزائري يلعب بالنار

أكد السفير السابق حسن عبد الخالق، أن النظام الجزائري يلعب بالنار في موضوع تأسيس ما يسمى “الحزب الوطني الريفي”، وفتح تمثيلية له في العاصمة الجزائر، تحت مسمى “مكتب تمثيلية الريف بالجزائر”.
وقال عبد الخالق في مقال رأي نشره عبر موقع “اليوم24”، إن النظام العسكري الجزائري حاول من خلال جهاز مخابراته الخارجية في سنة 2017، بدون جدوى، توظيف حراك الريف بإعطائه بعدا سياسيا لخدمة أجندته في إضعاف المغرب وضرب وحدته الترابية، بتمويله تشكيل لجان في دول أوروبية لمساندة حراك الريف ووقوفه وراء مسيرة بروكسيل لتخليد الذكرى 101 لإعلان جمهورية الريف المزعومة.
وأبرز السفير السابق أن المخابرات الخارجية الجزائرية رعت في شهر شتنبر الماضي في بروكسيل تأسيس ما يسمى “الحزب الوطني الريفي” الذي جندت له بضعة أشخاص لا تأثير لهم في منطقة الريف ومعروفين بارتباطهم بنائب برلماني سابق متهم بالاتجار الدولي في المخدرات.
واسترسل، كما “أمر النظام الجزائري أذرعه الإعلامية بتخصيص تغطية لتأسيس الحزب المزعوم واستضافة قيادته”، مشددا أنه مراميه من كل هذه الخطوات إنما هو استفزاز المغرب، والبحث عن عملاء يخدمون هوسه بإضعاف المغرب وترويج نزعة الانفصال في منطقة الريف المغربية.
وكذب عبد الخالق ادعاءات دبلوماسيين جزائريين بأن عبد الكريم الخطابي كان داعيا لقيام جمهورية للريف، مشددا أن هذه الادعاءات لا تستقيم مع حقائق التاريخ والجغرافيا، لأن محمد بن عبد الكريم الخطابي كان رجلا وحدويا ولم يؤمن بانفصال جهة الريف عن حضنها المغربي.
وكشف السفير السابق تناقض النظام الجزائري على مستوى تمويل ودعم واحتضان مقر تمثيلية الريف، مقابل اعتباره هو نفسه حركة تقرير مصير منطقة القبائل في ماي 2021 حركة إرهابية، ورمى بعدد من أعضائها في السجون، مما يُفقد النظام الجزائري كل مصداقية.
وأبرز عبد الخالق أن المغرب سجل في محطات عدة ازدواجية موقف النظام الجزائري في تعامله مع مبدأ حق تقرير المصير، مقابل استمرار تمسك المغرب بفضيلة حسن الجوار وبعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، مشيرا في هذا الصدد إلى ما جاء في خطاب العرش لسنة 2021.
وتأسف المسؤول الدبلوماسي السابق لما يقع، حيث يضع النظام الجزائري اليوم هذه المنطقة في مرمى أطماعه، موظفا مجموعة أشخاص مرتبطين بتاجر مخدرات في مبادرته الخاسرة للإساءة إلى ارتباطها الثابت وغير القابل للتصرف بمغربها الموحد.
وأكد عبد الخالق أن هذه المحاولة المدانة والرعناء للمس بالوحدة الترابية للمغرب في شماله مصيرها الفشل، على خطى الفشل الذي يلاحق النظام الجزائري منذ أكثر من 48 سنة في مؤامرته لضرب وحدة المغرب الترابية في جنوبه.
وخلص إلى أن النظام الجزائري الذي دأب على التغطية على مشاكله الداخلية بإلهاء الشعب الجزائري بفزاعة المؤامرات الخارجية، يحاول التدخل في الشأن الداخلي المغربي بعد اشتداد العزلة عليه في محيطه الإقليمي، مما يؤكد دائما عقيدة العداء المتأصلة فيه إزاء المغرب، لكنه يلعب بالنار في ورقة الريف التي لن يجني منها سوى الخسارة، لأن عليه أن يعلم أن صيانة الوحدة الترابية للجزائر تتوقف في البداية والنهاية على حماية الوحدة الترابية لباقي بلدان المغرب العربي من كل نزعة انفصالية، ومن الحصافة تفضيل الوحدة على التجزئة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.