الشوباني: خواطر رمضانية.. لأصحاب أخدود القرن الواحد والعشرين في غزة

د الحبيب الشوباني


 

لا توجد كلمات تَنوءُ، دون أن تنكسر أضلاعها، بوصف أوزار الفجور بالعُلُوِّ السافل في محارق النازيين الجُدد.. يسَوِّدُ وجوههم في العالمين.. وهم يخربون بيوتهم ووجودهم الأساطيري بأيديهم مرعوبين من مصير الوعد الآت..!

لا توجد كلمات تطيقُ، دون أن تحترق أجْراسُها، تُحيطُ بأنوار سِرِّ المقاومة المنتصب كجَلالِ الوحي.. يمشي فعلاً فصلاً على الأرض.. جبّارا بين عبوديات الاحتلال يَحْطِمُها ثم يكنسها بالدم فوّارا شلالا.. لأنه صانع الوعد الآت..!

وحده الانحناء من قريب لهيبة أرواح الشهداء.. والإصغاء من بعيد.. من كل فج عميق لهدير طوفانهم.. والاستمداد اللامتناهي من شموخ وكبرياء بأسهم الشديد..!
وحده ما يغسل عن هذا العالم ألم العجز ألا يكون معهم في خنادق عِزِّهم..ووحده ما يطهره من كبائره ألا يكون معهم إذ يمتطون قانتين خيل مجدهم..!

وحده الاعتراف بحاجته أن يتوضأ من عجزه بقطرات عرق الكبرياء يفيض زُلالا من سواعدهم إذ يجهزون من مسافة الصفر على الحاقدينْ..!

ووحده الاعتراف بحاجته أن يَتيمَّمُ صعيدا طيبا بغبار أقدامهم قبل كل قنصٍ أو انقضاض ٍبقذائف الياسينْ…!

يا أصحاب الأخدود في غزة.. يا غلاة التحضر والتمدن في غابة وخلاء.. ويا متطرفي المجد والكرامة بين أفئدة هواء.. يا بشارة الله ووعده في آيات “الإسراء”.. !

أيها المنتصبون كأعمدة نور سماوي يكسر ظلام هذا السديم اللامتناهي من اللامعنى بالخذلان.. أيها الممتشقون أرواحكم كالنار تصهر قيود كل عجز مُدان..!

سلام عليكم في الخالدين..!
سلام عليكم في الأولين…!
سلام عليكم في الآخرِين..!
سلام عليكم في الفاتحين..!
سلام عليكم بما أعددتم ما استطعتم..! سلام عليكم بما صبرتم وبما انتصرتم وبما خُذِلتم..!
سلام عليكم بما صنعتم ساجدين فوق جبال العزم..!
سلام عليكم بما صنعتم راكعين تحتها في محاريب الأنفاق…!

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.