محمد عصام يكتب: صورة الملك مع أمهات الأسود.. صورة للتاريخ لن يمحوها الزمن !!!

كل لغات العالم توقفت في لحظة استقبال جلالة الملك للأسود مرفقين بأمهاتهم، لأن اللحظة لحظة اعتراف بصانعات المجد الحقيقي اللواتي تعجز كل اللغات عن توليد معجم كافٍ لرد جميلهن أو مكافأة صنيعهن، لأنهن باختصار مصانع الرجال ومنبت الأحرار.
ستبقى تلك الصورة خالدة في التاريخ وللتاريخ، ولن تزعزعها من مكانها أي أحداث لاحقة مهما كانت عظمتها، لأنها ردت الفضل لأهله، وكرمت من كان السبب في انبعاث كل هذا الأمل الذي نثرته أقدام الأسود في ملاعب قطر، وصنعت مجدا يسع كل الوطن.
ستبقى صورة للتاريخ ومن أجل التاريخ، لأنها أكدت للعالمين أن هاهنا أمة يقودها ملك تلفه عناية الله وحب شعبه، ودولة عميقة في التاريخ أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، لم يتوانيا في الفخر بفتية آمنوا بربهم فزادهم هدى، ونثروا أريجه في العالمين، سجودا للرب الناس في حال النصر والهزيمة، وبرا بالوالدين واحتفاء بهما، في صورة علمت الناس في المعمور إن “الربح من الوالدين والخسارة من الوالدين !!!!
الصورة أيضا عكست تنوع المغرب الموحد، لكن الملتف حول قيمه وصورته في التاريخ، المغرب بكسبه عبر السنين والقرون، والذي شكل الإسلام بقيمه وأخلاقه العامل الأساسي في بروز الإنسية المغربية في تميزها وحضورها التاريخي، والذي شكل اليوم أحد أسرار فرادة ونباهة النماذج التي تصنعها.
شعب خرج عن بكرة أبيه لتحية أبطال صنعوا مجد أمة من طنجة إلى جاكرتا، ومن الخليج إلى المحيط، ولكن في نفس الوقت قدم هو أيضا دروسا في النظام وفي التحضر، فلم تسجل حالة واحدة يمكن أن تنغص تلك الفرحة الباذخة التي امتدت من طنجة إلى الكويرة، وقارن المتتبعون بين ما وقع في الرباط والأحداث التي شانت استقبال حاملي الكأس في بيونس إيريس، بل إن الصحافة الأرجنتينية اتخذت من النموذج المغربي نموذجا يحتذى في صناعة الفرح والإبداع في الابتهاج.
لم ينغز علينا فرحتنا تلك غير البؤس الذي ألفت قنوات قطبنا العمومي المكوث فيه، بنقلها الباهت للحدث التاريخي العظيم، وعدم قدرتها الارتقاء بنفسها وبأدائها رغم ما لديها من إمكانيات وما تتوفر عليه من أطر مغربية قادرة على التحدي، إلى مستوى الحدث الذي لن يتكرر كثيرا في المستقبل، وهي رسالة للقائمين على ورش الإعلام أن يأخذوا العبرة من وصفة وليد الركراكي وأبنائه “وديروا النية مع المغاربة”، ويغادروا البؤس التي استكانوا له وإليه، وأن يربطوا طموحهم بالثريا ويشتغلوا عليه فمن جد وجد وزرع حصد، وتلك هي خلاصة الصورة موضوع مقالتنا لمن ألقى السمع وهو شهيد.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.