نور الدين: إعلان الجزائر إنشاء منطقة حرة مع موريتانيا محاولة يائسة لمحاصرة المغرب

كشف الخبير في العلاقات الدولية، أحمد نور الدين، أن كل المؤشرات الموضوعية والاقتصادية والجيوسياسية تشير إلى أن إعلان الجزائر إنشاء منطقة حرة مع موريتانيا، هي محاولة يائسة لمحاصرة المغرب من الجنوب بعد أن فشلت في محاصرته بسلاح المليشيات الانفصالية التي سعت إلى قطع الطريق الدولية في معبر الكركرات بين المغرب وموريتانيا.
وأبرز نور الدين في تصريح خص به pjd.ma، أن هذا الإعلان عن منطقة حرة يأتي في سياق العزلة الجزائرية على مستوى جوارها المباشر وعلى مستوى القارة، مشيرا إلى أن الرئيس الجزائري المعيّن من طرف الجيش عبد المجيد تبون، كان قد أعلن يوم 15 فبراير في إطار اجتماع “نيباد”، عن إنشاء مناطق حرة مع مالي والنيجر وليبيا وتونس أيّاما قبل لقائه بالرئيس الموريتاني ولد الغزواني، وهو ما يعتبر بحسب الخبير في العلاقات الدولية من ضرب “الخيال العلمي” أمام الواقع الذي يؤكد عكس كلامه وهو قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر ومالي، وأزمة سحب السفراء بين الجزائر والنيجر، والتوتر القائم بين ليبيا والجزائر على خلفية تدخل هذه الأخيرة في الشؤون الداخلية لهذه البلدان الثلاثة.
وأشار في هذا الصدد، إلى المعيقات المادية والبنيوية لهذه “المنطقة الحرة” المتخيلة، والمتمثلة أساسا في غياب طريق معبدة لمسافة تقارب 1000 كلم بين تندوف ومدينة الزويرات الموريتانية، وهذا وحده يؤكد نور الدين” يجعل من الفكرة مجرد بالون هواء، وأضغاث أحلام مثل إعلان الرئيس الجزائري عن ربط تامنراست في أقصى الجنوب بقطار سريع خلال مدة انتدابه التي ستنتهي هذه السنة ولم يتحقق من الوعود إلا السراب، ومثل إعلان الرئيس تبون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن تحلية الجزائر مليار وثلاثمائة ألف متر مكعب من مياه البحر في اليوم، وهو رقم لا تصل إليه دول العالم مجتمعة”.
أما بالنسبة لموريتانيا، فيبرز المتحدث ذاته، أنه “إذا رجعنا إلى تصريحات جهات رسمية منها الجمارك وبعض رجال الأعمال فسنجدها تؤكد أنّه لا أحد في نواكشوط يعرف ماهية وكُنه وكيفية ومساحة وموقع هذه المنطقة الحرة ولا أي تفاصيل تقنية واقتصادية حولها”، وهذا دليل آخر يؤكد نور الدين” أننا أمام ردود فعل جزائرية مستعجلة تسابِق الزمن لإفشال مشروع المغرب الذي تمّ الإعلان عنه في خطاب ملكي في نونبر 2023 لفتح الموانئ المغربية الأطلسية أمام دول الساحل الأربعة التي اجتمعت في مراكش شهراً بعد ذلك وهي مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو بالإضافة إلى موريتانيا التي أعلن وزير خارجيتها في وقت لاحق انخراط نواكشوط في المبادرة”.
نحن إذن يؤكد المتحدث ذاته، ” أمام مخطط جزائري آخر ينضاف إلى سابقيه، تحكمه عقيدة العداء والكراهية التي تتبناها الدولة الجزائرية منذ استقلالها تجاه المغرب، وهو مخطط أسود يحاول ضرب مصالح المغرب وعرقلة الدينامية الجديدة في علاقات المغرب بدول الساحل الأربعة، لأن شريط أقصى الشمال الموريتاني سيكون حلقة وصل رئيسية في هذه المبادرة المغربية الإفريقية”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.