محمد عصام يكتب: رسالة المنتخب المغربي ..المستحيل ليس مغربيا !!!

محمد عصام


ما حققه المنتخب المغربي بمونديال قطر، ووصوله على المربع الذهبي، بعد فوزه المستحق على نظيره البرتغالي بجدارة واستحقاق، حدث استثنائي وتاريخي بأبعاد كبيرة ودلالات أكبر.
الملحمة المغربية فجرت فرحة امتدت من جاكرتا إلى طنجة، وأكدت بما لا يقبل النقاش الانتماء المتجذر لبلدنا في هذا الفضاء الكبير والذي يضم مليار و400 مليون مسلم، والذي جعلته انتصارات المغرب يتوحد خلف دعم فريقنا الوطني.
صور فرحة الفلسطينيين في القدس، وفي باب العامود، وفي غزة وفي نابلس وجنين وغيرها من مدن الضفة، وتدخل قوات القمع الصهيونية لمحاصرة هذا الفرح ومصادرته، تؤكد هي الأخرى في رسالة لا يجب أن نخطئ قراءتها، أن ما يجمعنا مع فلسطين لن تمحوه ولن تحاصره كل الهرولة المشؤومة للنظام الرسمي العربي نحو التطبيع والولوغ من موائده المسمومة.
فرحة الأفارقة في السينغال ومالي والكوت ديفوار وبقية الدول تؤشر على أن إفريقيا هي غدنا الذي لا يجب أن نخطئ الموعد معه، وأن اختيارات بلدنا في استعادة مكانه في هذا العمق القاري وبناء علاقات رابح / رابح معه، خيار ناجح وبأفق واعد.
وفرحة جاليتنا من كندا وأمريكا وفي كل أوروبا بل وفي كل العالم، ترسل رسالة أن المغربي حيثما كان، تنبض في عروقه دماء مغربية تنشد شعار: الله الوطن الملك.
تلكم هي رسالة الفرحة الممتدة عبر العالم، أما رسالة إنجاز المنتخب فهي تقول إن المستحيل ليس مغربيا !!!!!
وتضيف أنه عندما تكون الإرادة حاضرة، وبلغة صانع هذا المجد مدرب المنتخب وليد الركراكي، حين تكون “النية” حاضرة، فإنه لا حدود للعطاء، ولا حدود للحلم، وأن كل الأحلام قابلة للتحقيق على أرض الواقع.
الرسالة واضحة جدا ولا تحتاج منا كثيرا من تدوير الكلام، بل تحتاج أن نخاطب قلوبنا، أن نحيي المارد النائم في نفوسنا، أن نطلق العنان لأحلامنا لتعانق السحاب، أن نجتهد إلى الرمق الأخير، أن نكون يدا واحدة وقلبا واحدا، تلكم عناصر الرسالة، وتجملها كلمة “النية” في بيان ساحر.
لا أحد كان سيصدق أن المغرب يمكن أن يصل إلى ما وصل إليه، ولكن إرادة الرجال وسواعدهم وعرقهم في الميدان، والتفاف جماهير شعب خلف فريقه، وذكاء مدرب أصبح مضرب الأمثال، كلها عوامل صنعت المستحيل.
فما أحوجنا اليوم أن نجعل لهذه الرسالة امتدادا في السياسة والاقتصاد والبحث العلمي وفي كل المجالات، ما أحوجنا إلى قيادة تستطيع قراءة دواخل هذا الشعب وإمكانياته “النائمة” وتصنع بها المستحيل في كل المجالات، ما أحوجنا أن نثق في أنفسنا وفي إمكانياتنا، وأن نتوحد على أهداف واضحة، تُخرج أحسن ما فينا وتفجر طاقاتنا نحو ما نستحقه وتستحقه بلادنا من مجد وسؤدد بتاريخها وأيامها الماجدات.
تلكم هي تتمة الرسالة والتي ما زالت شكوك وصولها إلى حيث يجب أن تصل تساورنا بقوة، لأن النهايات السعيدة تكون حتما نتيجة البدايات الصحيحة، ونحن للأسف ومنذ 8 شتنبر نتخبط في تكرار نفس البدايات المتنكبة عن الطريق، وننتظر نتائج لن تأتي أبدا، إننا نعيد صناعة الفشل الذي تلبس به خطونا منذ غير قليل من الزمن، ونريد من فرحة الرياضة أن تصنع لنا ما نداري به فشلنا المزمن، وإلى أن تجد الرسالة من سيحسن قراءتها، دام الوطن في حفظ الله !!!!

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.