سقط القناع.. بنعباد: شركات “التواصل الاجتماعي” منخرطة عقديا لفرض “السردية الإسرائيلية” لما يجري في فلسطين

أصبح انحياز منصات التواصل الاجتماعي للمحتوى الصهيوني وفرض القيود والضغوط على المحتوى الفلسطيني أو الداعم لغزة والمقاومة، محور متابعة وانتقاد من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، فما أسباب هذا الانحياز وكيف يمكن تفسيره والتعامل معه؟
في رده عن هذه الأسئلة، يرى عبد الصمد بنعباد، الباحث في العلوم السياسية والتواصل السياسي، أن تفسير هذا الوضع، نجده في الترابط ما بين “عقدة الذنب الأوروبية” و “حوسلة اليهود” الأمريكية ( مصطلح الحوسلة نحته الراحل عبد الوهاب المسيري صاحب الموسوعة حول اليهودية والصهيونية، يقصد به اتخاذ اليهود وسيلة للمصالح الأمريكية).
وأوضح بنعباد في حديث لـ Pjd.ma، أن هذين العاملين اجتمعا ليصنعا مذهبا سياسيا/دينيا قائما على أن انتصار اليهودية/الصهيونية مقدمة لنزول المسيح، مشيرا إلى أن هذا ما عبر عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في أول تصريحاته، وكذا ليندسي غراهام زعيم الجمهوريين، بشكل واضح وصريح بأن الأمر يتعلق بـ “حرب دينية”، و”مع إسرائيل”.
وشدد المتحدث ذاته، أن هذا الخطاب يغزو كل مناشط الحياة في الغرب، منبها إلى أن واحدة من واجهات صناعة هذا الخطاب وترويجه، هي مواقع التواصل الاجتماعي، كفيسبوك وأنستغرام ويوتوب، والتي نرى أنها جميعها منخرطة عقديا في المعركة، ضد كل محتوى يرفض الرواية الغربية لما يجري في فلسطين.
ومع ذلك، يردف بنعباد، هذا لا ينفي وجود مقاومة كبيرة لهذا الاستبداد الغربي، من خلال عمليات فضح كبرى، والتفاف على التضييق من خلال التلاعب بالكلمات، والأهم الدعوة إلى إعادة نشر التدوينات والأفكار، لأن واحدا من موانع العقاب هو حجم انتشار الفكرة أو التدوينة، فكلما كانت أكثر انتشارا كلما كانت الإدارة أكثر حذرا في إزالتها أو التضييق على صاحبها.
وذكر الباحث في العلوم السياسية والتواصل السياسي، أن هذه المقاومة رغم افتقارها إلى “راع” من حجم فيسبوك أو انستغرام أو يوتوب، نجحت في لجم السردية الغربية التي تراجعت أمام “الحقيقة”، وأمام حركة المقاومة التي امتدت إلى ربوع العالم، ما دفع سياسيين وإعلاميين كبار إلى التراجع عن كثير من تصريحاتهم والتحلي بكثير من الرزانة عند الحديث عن القضية الفلسطينية.
وخلص المتحدث ذاته، إلى أننا بصدد تجربة مريرة لكنها لحدود اللحظة ناجحة على مستوى هزيمة السردية الغربية، المدعومة بسلطة العقاب والتقييد والتضييق داخل شبكات التواصل الاجتماعي، والانتصار لخطاب الحق والحقيقة والمقاومة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.