يتيم: ارتفاع الأسعار ليس “قدرا من الله” وما يشهده الوطن من غلاء هو نتيجة التحكم والاحتكار في السوق

انتقد محمد يتيم القيادي في حزب العدالة والتنمية ووزير الشغل السابق، تبرير بعض الخطباء، بأن ارتفاع الأسعار هو “قدر من الله”، وكأنه يتعين علينا الاستسلام لهذا الارتفاع والرضا به رضاءنا بالأقدار التي تقع خارج إرادتنا”يضيف يتيم مستهجنا.

وقال يتيم في تدوينة على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”، “يردد بعض الخطباء للأسف الشديد في هذه الفترة التي عرفت فيها الأثمان تصاعدا فاحشا أن الغلاء هو قدر من أقدار الله …. وكأنه يتعين الاستسلام له والرضا به رضاءنا بالأقدار التي تقع خارج ارادتنا.. ويستشهدون ببعض الأحاديث النبوية من قبيل حديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً الذي ورد فيه: ” قال الناسُ: يا رسولَ الله، غَلَا السِّعْرُ فسَعِّرْ لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ هو المُسَعِّر القابضُ الباسطُ الرازقُ، وإني لأرجو أن ألقى اللهَ وليس أحدٌ منكم يُطالِبُني بمظلمةٍ في دمٍ ولا مالٍ». رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد”.
ومن وجهة نظره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، رفض التدخل في دينامية السوق المحكومة بقانون العرض والطلب، وما قد يكون في التسعير من ظلم للتجار الذين قد تختلف جودة السلعة التي يعرضون والجهد الذي يبذلون في اقتنائها وفي عرضها، مما قد يجعل التسعير مضرا ببعضهم ومانعا عن مكافأتهم عن الجهد المبذول.
وأكد يتيم أنه إذا كانت الأسعار نتيجة تواطؤ بين الباعة والتجار ونحوهم على رفع أسعار ما لديهم أثرة منهم، فإن الغلاء حينئذ يكون أكل مال الناس بالباطل، بينما إذا لم يحصل تواطؤ منهم وإنما ارتفع السعر بسبب كثرة الطلب وقلة العرض، دون احتيال، فليس لولي الأمر أن يحد السعر، بل يترك الرعية يرزق الله بعضهم من بعض” .
وفي المقابل، يرى القيادي في حزب العدالة والتنمية، أن الغلاء حين يكون ناتجا عن جشع أو احتكار وانتهاز فرصة الندرة أو نتيجة التحكم في ولوج السلع للسوق، فإنه يجوز حينها لولي الأمر أن يسعر إذ لا يجوز للتجار أن يرفعوا السعر زيادة عن المعتاد.
وأضاف يتيم، أنه على الرغم من أن الأصل هو أن يكون السوق هو الذي يحدد الأسعار في علاقة بالعرض والطلب وجودة السلعة، إلا أن مسؤولية الدولة هي مراقبة الأسعار والضرب على يد المضاربين والمحتكرين، ومقاومة الربح الفاحش غير المتناسب وعلى يد التجار المتواطئين من أحل ضرب قوانين المنافسة.
وشدد على أن ما يشهده الوطن من غلاء فاحش في الأسعار هو نتيجة تحكم واحتكار في السوق وغياب قواعد المنافسة وهوامش الربح الفاحشة الناتجة عن التواطؤ بين كبار التجار كما هو الشأن مثلا بالنسبة للمحروقات.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.