الصمدي عن الاحتقان بمنظومة التربية والتعليم: حل الأزمة ينبغي أن يكون من الأصل

خالد الصمدي


تعيش المنظومة التربوية حالة احتقان غير مسبوقة لا يرضاها أحد وتتعدد الوساطات والاقتراحات لحلحلة الوضع ليعود التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، وأعتقد أن هذه الأزمة ستجد طريقها إلى الحل بما يخدم مصلحة التلاميذ إذا ما تم سحب النظام الاساسي لتجويده بضمانات الحكومة وجميع فرق البرلمان أغلبية ومعارضة، كما جرى في ملفات سابقة ملف طلبة الطب، وملف المعاقين أنموذجا في ظل الحكومة السابقة، ثم وقف إجراءات التصعيد التي تعمق من عدم الثقة كالاقتطاع من الأجور للتشجيع على الانخراط في عملية الاستدراك والدعم.
إلا أن معالجة هذا الملف الذي ليس إلا تجليا من تجليات أزمة تنزيل الاصلاح لا يأمن من تكرارها في ملفات أخرى، لذلك ينبغي أن يكون العلاج من الأصل حتى لا تتكرر الاحتقانات، وتعود الأزمة في الاصل إلى أربعة أسباب لا خامس لها:
– عدم احترام مقتضيات القانون في العديد من المشاريع الإصلاحية والعودة إلى منطق الإصلاح وإصلاح الإصلاح.
– التراجع عن منطق إصلاح المنظومة التربوية والعودة الى المنظور القطاعي أي إصلاح التعليم.
– تعطيل اللجنة والهيئات المنصوص عليها في القانون، باعتبارها آليات تنزيل الاصلاح وحكامته وضمان التقائية برامجه ومشاريعه والاشتغال من خارجها.
– عدم احترام منهجية الإصلاح المنصوص عليها في القانون وخاصة على مستوى تراتبية القوانين وغياب مخطط تشريعي متوسط المدى.
وقد سبق وأن نبه إلى كل ذلك المجلس الاعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي دون أن تجد آراؤه آذانا صاغية.
إن ما تعرفه الساحة التعليمية من ارتباك يرجع في عمومه إلى هذه الاختلالات الكبرى، وإذا لم يتم معالجتها في الأصل، فإن الساحة التعليمية لا تأمن أن تعود مع كل مرة الى الاحتقان مع ما يحمله ذلك من ضياع في زمن الإصلاح.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.