الودغيري: القانون الإطار جناية على الوطن ويجب تدريس العلوم باللغة العربية

أكد عالم اللسانيات عبد العلي الودغيري، أن القانون الإطار هو “جناية على الوطن والمواطنين، وخطأ تاريخي كبير”، مطالبا بـ “تصحيحه في النقطة المتعلقة بلغات التدريس وتدريس اللغات”.

وشدد الودغيري في تدوينة نشرها بحسابه الفيسبوكي، تفاعلا مع الجدل القائم بخصوص تدريس المواد العلمية في المستوى الإعدادي باللغة الفرنسية، وحذف الخيار العام “عربي”، أن المطلوب هو تدريس العلوم باللغة الوطنية.

وعبر العالم اللساني عن انتقاده الشديد لما ورد بالقانون الإطار فيما يتعلق بـ “التناوب اللغوي أو الهندسة اللغوية”، مشددا أنها قضية ملتبسة، ويمكن للطرف الآخر المناوئ للعربية أن يؤولها لصالحه، وهي في أحسن الحالات تضع تدريس بعض المواد بالعربية مجرد خيار بجانب خيارات أخرى كالتدريس بالفرنسية أو الإنجليزية، وليست الخيار الوحيد كما كان سابقًا، موضحا أن “التفسير الذي لجأت إليه وزارة السي بنموسى حاليًا كان واردًا ومتوقّعًا”.

ووصف الودغيري “التناوب اللغوي” الوارد في القانون الإطار بـ “البدعة المنكرة”، مذكرا بأن الوضع في السابق بخصوص التدريس بالعربية كان مريحا قبل اعتماد هذا القانون “الأعرج” و”الثقب الخطير”.

واسترسل، نحن كنا من قبل في وضع مريح لا لبس فيه: العلوم تدرَّس بالعربية وحدها في التعليم العمومي، واللغات الأجنبية تدرَّس بوصفها لغاتٍ أجنبية، وكان مطلبنا الوحيد هو الانتقال من استعمال العربية في التعليم الثانوي إلى استعمالها في العالي والجامعي.

وتأسف الودغيري للخطوات التراجعية التي عادت بمطلب تعميم التعريب خطوات شاسعة إلى الوراء ووراء الوراء، وضياع المكتسبات التي تحقّقت للشعب بفضل كفاح مرير ونضال طويل وتجربة دامت أربعين سنة، حيث انتقلنا “من مرحلة القوة إلى مرحلة الضعف والاستجداء، نستجدي ما يمكن أن يجودوا به علينا من فتات هنا وآخر هناك نسدّ به رمَق العربية”.

وانتقد الأستاذ الجامعي استمرار البعض في الدفاع عن القانون الإطار وخاصة ما سمي بالتناوب اللغوي، موضحا أن الحجج التي يقدمها هؤلاء باعتبار القانون يصلح لأن يكون إطارا للمرافعة والدفاع عن العربية حجج “ضعيفة”، بل ليست حجة إلا على تأويل ضعيف لا يمكن أن تخرج منه المرافعة المطلوبة إلا بفتات الفُتات.

وفي أحسن الحالات، يقول الودغيري، سيكون التدريس بالعربية خيارًا بجانب خيارات أخرى، في هذا المستوى من التعليم أو ذلك، وحسب مزاج الوزارة الذي يتبدَّل بتبدّل الظروف والأوقات والسياسات، مسترسلا، لقد صرنا “إلى وضع غامض ملتبس ومهلهل، يحتاج فيه الشعب كله أن يعيد تعبئة نفسه عن آخره من أجل استرداد الحالة التي كنا عليها قبل 2019”.

وتابع، حينها “كان التعليم الابتدائي والثانوي معرَّبًا وكنا نطالب بالانتقال إلى الخطوة الطبيعية اللاحقة وهي التعريب التدريجي للجامعة، حتى لا تظل اللغة الأجنبية عرقلة في طريق المتعلّمين خلال تلك المرحلة، ولتحقيق أغراض تربوية وعلمية أخرى كثيرة ومفيدة تعود على بلادنا وأمتنا بالنفع العميم”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.