استياء عربي وأجنبي من استخدام واشنطن الفيتو ضد عضوية فلسطين بمجلس الأمن

أعربت دول عربية وأجنبية اليوم الجمعة، عن استيائها من الفيتو الأمريكي ضد العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة، عقب فشل مجلس الأمن في قبولها، وسط إعلان جزائري عن نية العودة لتقديم طلب باسم المجموعة العربية بالمجلس لنيلها مجددا.
جاء ذلك بحسب بيانات رسمية صادرة عن البرازيل والسعودية ومصر والأردن والجزائر وفلسطين، بعد أن أسقطت الولايات المتحدة مشروع قرار عربي قدمته الجزائر بمجلس الأمن يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
الفيتو الأمريكي غير نزيه وغير أخلاقي
وأمس الخميس، أدانت الرئاسة الفلسطينية، وبأشد العبارات، استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية، أن “الفيتو” الأميركي غير نزيه وغير أخلاقي وغير مبرر، ويتحدى إرادة المجتمع الدولي الذي يؤيد بقوة حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث تعترف أغلبية دول العالم بدولة فلسطينية وذلك منذ عام 2012 عندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة إلى وضع الدولة المراقب.
وشددت الرئاسة، على أن “هذه السياسة الأميركية العدوانية تجاه فلسطين وشعبها وحقوقها المشروعة تمثل عدواناً صارخاً على القانون الدولي، وتشجّع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وتزيد في دفع المنطقة إلى شفا الهاوية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين ومواصلة سياسات العدوان وجرائم الحرب التي تتم برعاية ودعم الولايات المتحدة الأميركية التي دأبت على استخدام “الفيتو” ضد حقوق شعبنا”.
وأكدت الرئاسة، أن هذا الفيتو الأميركي العدواني يكشف تناقضات السياسة الأميركية التي تدّعي من جانب أنها تدعم حل الدولتين، فيما هي تمنع المؤسسة الدولية من تنفيذ هذا الحل عبر استخدامها المتكرر للفيتو في مجلس الأمن ضد فلسطين وحقوقها المشروعة.
استياء وأسف
وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن أسفها الشديد لفشل مجلس الأمن الدولي في الاضطلاع بمسؤولياته تجاه منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لأقسى درجات العدوان، والاضطهاد، والإبادة الجماعية.
وقالت في بيان، صدر اليوم الجمعة، “إن استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض “الفيتو” يخالف أحكام ميثاق الأمم المتحدة، الذي ‏يسمح بالعضوية فيها لجميع الدول التي تقبل بالالتزامات الواردة فيه، وما يزال يحول دون تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة، ما يسهم في إطالة أمد الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية البرازيلي، ماورو فييرا، إن بلاده تشجع مجلس الأمن على حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة وتدعو الأسرة الدولية إلى ” رفع الظلم التاريخي الواقع على تطلعات الشعب الفلسطيني”.
وقال فييرا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، التي عقدت أمس الخميس، للتصويت على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، أنه “بينما تنعقد الجلسة للنظر مجدداً في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فإننا يجب أن نواجه العنف المتصاعد في غزة، بالإضافة إلى الأزمة الإنسانية التي تتكشف هناك بلا هوادة”.
وأضاف، أنه ” يجب أن نستمع إلى دعوة الرئيس لولا دا سيلفا، في أن لا نظل عاجزين عن العمل أمام هذه المأساة والمعاناة في غزة والتي لا يجب أن نقبلها كأمر معتاد”، منوهاً أن “ذلك لا يصب في مصلحة أحد”.
وشدد فييرا على أن “مستوى الدمار الذي حل بقطاع غزة غير مسبوق ولم تسلم المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والقبور والمرافق الإنسانية من الاستهداف”، مضيفاً ” نحن نشعر بالإنزعاج الشديد بسبب التقارير التي تتحدث عن انعدام مستوى الأمن الغذائي الذي يعاني منه سكان غزة”، مشدداً على أن ” هذا لا مثيل له في أي مكان في العالم”.
واعتبر أن ” ما شهدناه من خسائر مدنية في غزة لا مثيل له، لقد زاد عدد الشهداء عن 33 ألفاً بينهم 4 آلاف طفل، لقد شعرنا بالجزع بسبب أن 2.2 مليون نازح تتهاوى أبسط خدماتهم الضرورية”.
وأكد فييرا، أن ” ما يحدث في قطاع غزة من تدمير للخدمات الصحية والبنى التحتية ومقتل موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني يعني أننا أمام هجمة مروعة على المبادئ الأساسية للقانون الدولي”.
ومن جانبها، أعربت السعودية في بيان للخارجية، عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولي في قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة، معتبرة ذلك “يسهم في تكريس استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي دون رادع ولن يقرب من السلام المنشود”.
وجددت الوزارة مطالبة المملكة “باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأعربت مصر في بيان للخارجية عن “أسفها البالغ إثر عجز مجلس الأمن، على خلفية استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو)، عن إصدار قرار يُمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وذلك في توقيت حرج تمر فيه القضية الفلسطينية بمفترق طرق”.
واعتبرت أن “إعاقة إقرار حق الشعب الفلسطيني في الاعتراف بدولته لا يتماشى مع المسئولية القانونية والتاريخية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي تجاه إنهاء الاحتلال، والتوصل إلى حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية”.
وأكد الأردن في بيان للخارجية على “أسفه الشديد”؛ لفشل تبني قرار بمجلس الأمن الدولي، بقبول فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة، بعد “الفيتو” الأمريكي.
وأضاف البيان أن “المجتمع الدولي يدعم حل الدولتين الذي تقوضه إسرائيل، ما يجعل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية واجب على مجلس الأمن لمنع إسرائيل من الاستمرار في حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية والدولة”.
وأكد أن الأردن “يدعو كل الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية التي لن يتحقق الأمن والسلام في المنطقة من دون تجسدها على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
طلب جديد
ومن جهته، أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، نية العودة مجددا لتقديم طلب عربي لنيل فلسطين العضوية الكاملة الأممية.
وقال بن جامع في كلمة بعد الفيتو الأمريكي: “سنعود أقوى وأكثر صخبا بدعم من شرعية الجمعية العامة والدعم الأوسع من أعضاء الأمم المتحدة، فإن هذه ليست سوى خطوة أخرى في الرحلة نحو العضوية الكاملة لفلسطين”.
وتقدمت فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة عام 2011، لكن طلبها لم يحظ آنذاك بالدعم اللازم كي ينتقل لمرحلة التصويت في مجلس الأمن الدولي، وحصلت على وضع دولة غير عضو لها صفة مراقب بالأمم المتحدة بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة في 29 نونبر 2012.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.