بورتريه: مِن هنا مر عبد الله شقرون!

 

ودّع المغرب، الخميس 16 نونبر الجاري، الإذاعي والكاتب عبد الله شقرون، الذي توفي عن عمر 91 عاما، بعد مشوار طويل أثرى خلاله الساحة الإعلامية والفنية العربية بمئات المسلسلات الإذاعية وعشرات المؤلفات.

وُلد شقرون في 14 مارس 1926، في مدينة سلا، وبدأ مشواره الإعلامي بالعمل في قسم التمثيل العربي بالإذاعة المغربية، ثم انتقل للعمل في تونس قبل أن يسافر إلى فرنسا لدراسة فنون المسرح.

صاحب أكثر من 500 مائة مسلسل

عاد إلى المغرب ليلتحق مرة أخرى بالإذاعة المغربية، وتراكم رصيده على مدى العقود ليصل إلى نحو 500 مسلسل باللغة العربية والدارجة، إضافة إلى عشرات الدراسات والأبحاث والمقالات في المسرح والإذاعة والتلفزيون.

من أبرز مؤلفاته، “فن الإذاعة في تطوان” و”شعراء على مسرح التلفزيون” و”نشوة القلم في بدائع الأدب” و”نظرات في شعر الملحون” و”فجر المسرح العربي بالمغرب” و”حياة في المسرح“.

جاء مؤلفه “طفولة وشباب على ضفتي أبي رقراق” في هيئة سيرة ذاتية، حكى خلالها عبر 4 فصول مسار حياته بمدينتي سلا والرباط، وقدم صورة لما كان عليه الوضع في المدينتين والمغرب عموما في ثلاثينيات القرن الماضي.

شقرون مدير التلفزيون والأديب الملتزم

شغل عدة مواقع مرموقة، منها مدير التلفزيون المغربي ومدير عام منظمة اتحاد إذاعات الدول العربية للراديو والتلفزيون التابعة لجامعة الدول العربية، كما عمل مستشارا في وزارة الشؤون الثقافية من 1992 إلى 1997.

وقال الراحل محمد حسن الجندي في حقه، إنه “كان أول مغربي يتخرج من مدرسة الإذاعة والتلفزيون الفرنسية في باريس، وهو أول من أوكل إليه العاملون في الإذاعة، تحرير ملتمس شكل حدثا تاريخيا فارقا في نضال وكفاح الإعلاميين، من أجل الحصول على قانون أساسي ضمن للعاملين اليوم في المؤسسة الكبرى أهم حقوقهم”.

أما  صلاح الدين بنموسى، فقال في شهادته في حق الراحل عبد الله شقرون، والتي نشرتها جريدة “بيان اليوم” في عددها الصادر  اليوم السبت، إن “أقل ما يجب أن يقال عنه، هو أنه مثقف كبير وملتزم، غزير المعرفة، خبير في شؤون المسرح، والأدب، والسينما، والإذاعة والتلفزة”. مردفا، “إنه مدرسة بكل المقاييس، حيث كل سنة كان يصدر كتابا جديدا يغني به الخزانة المغربية… كما أن ظاهرة الاقتباس المسرحي ارتبطت بشكل كبير بعبدالله شقرون، فالطيب لعلج من بين من استفاد من تجربته في هذا المجال…إنه الأساذ الكبير بمعنى الكلمة”.

الفنان محمد الدرهم بدوره قال:” تعلمنا منه الشيء الكثير، من قبيل أدب المجالس، والحوار، وتحمل المسؤولية، والعطاء، ويبقى من بين الأساتذة الكبار الذين بصموا الحياة الثقافية المغربية بأعمالهم و مؤلفاتهم التي أثرت الخزانة الأدبية بالمغرب.

إنتاجات شقرون صدقة جارية

أما نعيمة إلياس فصرحت أن الراحل كان ” كلما ألف كتابا ونشره، إلا وبعث لي بنسخة منه عن طريق البريد، حتى أطلع عليه، وأقترب من تجربته، وفكره، ورؤيته المسرحية التي أثرت الساحة الثقافية، والخزانة المغربية بأفكار جديدة، تمتح قوتها من الثقافة الفرنسية والعربية التي كان يتقنهما معا”.

مضيفة بالقول، أن “كل إنتاجات عبد الله شقرون هي صدقة جارية في حق الفنانين، والأكاديميين والكتاب والمهنيين، والمسرحيين، التي تتلمذ وسيتتلمذ عن طريقها أجيال جديدة ممن اختار فن الركح والسينما والإذاعة”.

وكان شقرون متزوجا من الممثلة المغربية أمينة رشيد “81 عاما” التي قالت عنه: “لولا وجوده في حياتي لما كنت اسما معروفا ومشهورا”.

هذا، ونعت وزارة الثقافة والاتصال، شقرون، في بيان قالت فيه، إنه “سخّر حياته للعمل الإعلامي الأدبي والفني، وأغنى الخزانة الوطنية ورصيد التوثيق بما يناهز 55 مؤلفا تناولت حقول الشعر والمسرح والإذاعة والتلفزيون.

وأضاف البيان: “تقلد مسؤوليات بالإذاعة والتلفزيون، كما اشتغل في الإدارة والاستشارة والخبرة، وتميزت سيرته الأدبية والمهنية بسيولة في الصلات والعلاقات المثمرة مع شخصيات وهيئات وطنية ودولية”.

 
شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.