خواطر حول الأمير والعطار و”الزعيم”

14.03.04
بقلم/ نبيل الأندلوسي*
إنها خواطر وشذرات من التفاعل اليومي مع الأحداث لا يربط بينها أي سياق غير سياق زمن كتابتها اليومي المتتالي..
الثلاثاء 25 فبراير..
-1- الأمير
مَاتَ الأميرُ محمد بن عبد الكريم الخطابي، رحمة الله عليه، منذ عقود، وتحديدا سنة 1963،
وماتَ كذلك، الكثيرُ منَ الخونة ممن عاصروهُ وممن كَانوا قبْلَه، ومِمن عاشوا بعده..
فالموتُ عموماً لا يستثني أحداً، شرفاءً كانوا أو عملاء.
الجميع سيواجه “لحظةَ الحقيقةِ الكُبرى” في الحياةِ الدنيا،
ولكنْ،
ولكنْ هذه، أكتبها بحروفٍ بارزةٍ على شكلِ تساؤل: “لماذا بقي الأميرُ حيا في قلوبِ الأحرارِ، ولا نكاد نسمع للخونة من أثرٍ يذكر إلا فيما نَذُر؟؟”
ـ بل ، ويا للمفارقة، سبحانَ الله:
فعندما يذكر الخونة فالجميع يتنكر لهم.. الجميع بمن فيهم أهلهم وذووهم وأقرباؤهم ..
فلنأخذ العبرة من التاريخ .. فالتاريخ لا يرحم.. ورحم الله المجاهدين في سبيل الله والوطن، سيجازيهم الله ولا شك أحسن الجزاء بما عملوا وإن نسيهم الوطن في غفلة من أمره.

الأربعاء 26 فبراير..
-2- العطار
يقول الشيخ الأستاذ عصام العطار
“نحنُ – يا إخوتي وأخواتي – آثِمونَ إن شاركْنا في الإجرامِ والفَساد، وغَرَقِ الأمَّةِ والبلاد ..
وآثِمونَ إنْ أغْمَضْنا عيونَنا وسَكَتْنا عنِ الإجرامِ والفَساد، وقعدْنا عن إنقاذِ الأمَّةِ والبلاد .. 
كُلُّ فردٍ مِنّا مسؤول على حَسَبِ معرفَتِهِ وقُدْرَتِه،
وكُلُّنا مسؤول إن لم تجتَمِعْ قوانا المتَفَرِّقَة لنَكونَ قادرينَ على أداءِ واجبنا التّاريخِيِّ الكَبيرِ الخَطير”
إنها فعلا كلماتٌ عميقة وبليغة حمولةً ومغزى، دلالةً ومعنى، فلا بديل للمصلحين ـ في مشارق الأرض ومغاربهاـ إلا السير قدما نحو هدفهم المنشود، لتحقيق الإصلاح، فالوطن اليوم بقدر حاجته للصالحين يحتاج أكثر للمصلحين.. تستطيعون عرقلة بعض “المبادرات الإصلاحية”.. لكنكم لن تستطيعوا إيقاف زحف الإصلاح.

الخميس 27 فبراير..
-3- “الزعيم”
“الزعيم” (من فعل زَعَمَ هذه المرة) الاتحادي إدريس لشكر يصرح في ندوة صحفية:
“كل من يريد أن يتغزل ويغازل حزب العدالة والتنمية يضع نفسه خارج القرارات الحزبية”
والمبرر الذي أعطاه الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي لتبرير موقفه هو “الانضباط لقرارات المؤتمر الوطني الذي أكد ضرورة تواجدنا في موقع المعارضة”.
لنعد أربع سنوات للوراء، وتحديدا إلى خرجات نفس القيادي قبيل الانتخابات الجماعية لسنة 2009، التي كان يتغزل فيها بالتحالف مع حزب العدالة والتنمية، بل وكان من المنظرين بكون “اختلاف المرجعيات ليس مانعا بإقامة تحالف مع هذا الحزب”، رغم أن البيان العام لآخر مؤتمر إبانها، وهو المؤتمر الثامن، قد حدد التحالفات الممكنة للاتحاد الاشتراكي في إطار “الكتلة الديمقراطية والانفتاح على قوى اليسار” فهل تنظيرات لشكر يومها كانت خروجا عن حزب القوات الشعبية؟
إنه مجرد سؤال، ولعل جوابه يستنبط من جملة في خطاب لعبد الرحيم بوعبيد قال فيها أن “الشعوب لا تتعلم الديمقراطية وقواعدها، إلا إذا مارست هي تلك الديمقراطية، بعد كفاح مرير من أجل إقرارها”.
الديمقراطية تحتاج إلى ديمقراطيين وليس إلى متكلمين باسم الديمقراطية وفقط.
*الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بالحسيمة

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.