الصديقي: الجزائر مقبلة على جمود سياسي رهيب

21.04.14
أكد سعيد الصديقي أستاذ القانون الدولي بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا بأبوظبي، أن الجزائر ستدخل في جمود سياسي رهيب، لاسيما إذا امتد عمر الرئيس بوتفليقة طيلة هذه الولاية الرئاسية، وحتى إذا غاب بوتفيقة عن المشهد السياسي الجزائري بسبب الموت أو العجز الصحي الكامل، يقول الصديقي، مضيفا أنه ليس هناك بديل قوي ومتوافق عليه من الجيش والمخابرات. وفي هذه الحالة فإن الراجح أن يبحث العسكر والمخابرات على شخصية ضعيفة لمواصلة المهمة.

وقال، أستاذ القانون الدولي بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا بأبوظبي في حوار خص به جريدة ” التجديد” أن “انتخاب رئيس للجزائر وهو على كرسي متحرك، إهانة كبرى لهذا الشعب العظيم الذي أنجب سياسيين ومثقفين وأدباء عالميين كبار”.
وفي ما يلي نص الحوار كاملا:
 
1- ما هي قراء تكم لنتائج الانتخابات الجزائرية؟ وعلى ماذا يؤشر انتخاب رئيس للجزائر وهو مُقعد على كرسي متحرك؟
** نتيجة هذه الانتخابات كانت محسومة سلفا، نظرا لتوافق أركان الدولة العميقة، التي يشكل العسكر والمخابرات نواتها الصلبة، على دعم الرئيس عبد العزبز بوتفليقة، لذلك لم نشهد تنافسا انتخابيا حقيقيا خاصة مع مقاطعة أحزاب كثيرة لهذه الانتخابات لاسيما القوى الإسلامية، وقد ساهمت هذه العوامل في عزوف الشباب والنخبة المثقفة عن التصويت وشعورهم بالإحباط وفقدان الأمل من المشاركة السياسية، مادامت لا تؤدي إلى أي تغير في المشهد السياسي العام.
أما انتخاب رئيس للجزائر وهو على كرسي متحرك، فهذه إهانة كبرى لهذا الشعب العظيم الذي أنجب سياسيين ومثقفين وأدباء عالميين كبار، فعندما نقارن مثلا بين بعض الرموز الجزائرية في العالم في مختلف المجالات، ومن يقود الجزائر الآن، مثل رئيس الحكومة السابق ومدير حملة بوتفليقة الانتخابية، عبد المالك سلال، يشعر المرء بالأسى والحزن على ما آلت إليه الأوضاع في هذا البلد الشقيق.
 
2- ما مستقبل الجزائر في ظل الظروف التي مرت فيها الانتخابات من حديث عن التزوير والعزوف على الانتخابات؟
** رغم أنه لا يوجد قانون فزيائي لقياس استعداد الشعوب للانتفاضة أو الثورة، فإن كل شيء متوقع، ويمكن أخذ العبرة من الربيع العربي الذي فاجأ الجميع، إلا أن الجزائر تمثل حالة خاصة، فبسبب مآسي ما يسمى بالعشرية السوداء وكلفتها الثقيلة في الأرواح والإقتصاد، جعلت الشعب الجزائري لا يندفع بسرعة إلى الانتفاض العام، كما حدث في بعض بلدان شمال إفريقيا، وهذا ما يرجح دخول الجزائر في جمود سياسي رهيب، لاسيما إذا امتد عمر الرئيس بوتفليقة طيلة هذه الولاية الرئاسية، وحتى إذا غاب بوتفيقة عن المشهد السياسي الجزائري بسبب الموت أو العجز الصحي الكامل، فليس هناك بديل قوي ومتوافق عليه من الجيش والمخابرات. وفي هذه الحالة فإن الراجح أن يبحث العسكر والمخابرات على شخصية ضعيفة لمواصلة المهمة. لكن أخطر السينارويهات التي قد تواجه الجزائر في حالة نشوب خلاف مستعصٍ على الحل أو حدوث شرخ كبير في أو بين هاتين القوتين (الجيش والمخابرات) فإن احتمال وقوع إنقلاب عسكري وارد جدا.
 
3- هل العهدة الرابعة لبوتفليقة ستنعكس على مستوى العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر؟
** من المرجح أن لا يكون هناك أي انعكاس إيجابي لنتيجة هذه الانتخابات على العلاقات المغربية الجزائرية بسبب استمرار النظام ذاته، ولا أتوقع حدوث أي انفراج قريب في هذه العلاقات، وستظل الحدود البرية مغلقة إلى حين، كما ستستمر المناوشات الدبلوماسية وربما بحدة أكبر بين البلدين في مختلف المنتديات الدولية على قضية الصحراء نظرا للمرحلة الحاسمة التي تمر بها هذه القضية.
 
4- هل تعتقدون أن الجزائر استعصت على الربيع العربي؟ ولماذا شكلت الاستثناء في المنطقة؟
** الشعب الجزائري شعب ذكي ويفهم ما يموج في المنطقة، ويعرف جيدا حجم الفساد المستشري في الدولة الجزائرية التي لم ينعكس غناها على الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، كما أنه لا تنطلي عليه الدعاية الرسمية بسهولة، لكن ما يقعده عن الانتفاض في وجه النظام القائم هو ماعاناه من مآسي بعد وقف الدور الثاني للانتخابات التشريعية في سنة 1992 وما تلاه من أحداث مؤلمة، ذهب ضحيتها آلاف من الأرواح وشلت أنشطة اقتصادية كثيرة، لذلك لم يتفاعل الشعب الجزائري بقوة مع موجات الربيع العربي، لكن هذا لا يعني أن هذا الشعب المعروف بالعنفوان والكبرياء والاستعداد للتضحية، سيظل يتفرج إلى ما لا نهاية على مثل هذه المسرحيات السياسية، ولن يشفع لمن يقود بلدهم إلى المجهول.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.