بابا : لايمكننا إلا دعم ثورات الشعوب ضد الاستبداد و الظلم

* الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية

         28-02-2012 

 تحدث مصطفى بابا، لــ”أخبار الساعة” اليمنية الإلكترونية في مقابلة صحفية، نشرتها العديد من الصحف الورقية اليمنية، فضلا عن قنوات تلفزية ومحطات إذاعية، عن التغيير السياسي في المغرب وأصداء الثورات العربية التي ساهمت في صنع التغيير السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع، وكيف يرى حزب العدالة والتنمية ما تشهده اليمن من ثورة شعبية، فضلا عن رسالة شباب العدالة والتنمية لشباب الثورة اليمنية، وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:  

في ظل الربيع العربي، كيف كان تأثيره على المغرب ؟ ونتائج الانتخابات التشريعية التي فاز فيها حزبكم ؟

يعرف المغرب بعض الاستثناء رغم أنه يعيش نفس الظروف الاجتماعية والاقتصادية حيث أن النقاش السياسي و الحقوقي انطلق منذ 1999 مع تولي الملك محمد السادس الحكم والذي توج بإحداث هيئة الإنصاف و المصالحة وبالإفراج عن مجموعة من المعتقلين السياسيين بل وجبر ضررهم مما اعتبر محاكمة للمرحلة السابقة وتم إعداد مجموعة من التقارير حول الوضع الحقوقي والسياسي والاجتماعي كتقرير الخمسينية الذي رصد اختلالات 50 سنة من حكم الملك الحسن الثاني ووضع تصورا للمرحلة المقبلة وتقرير آخر عبارة عن توصيات هيئة الإنصاف و المصالحة التي اعتبرت خارطة طريق للعمل السياسي و الحقوقي في المستقبل، كما عرفت هذه المرحلة انفراج في عمل التيارات الإسلامية و اليسارية خصوصا في الحياة السياسية والفكرية والحركية، مع أحداث 2003 الإرهابية بدأنا نسجل تراجعات على المستوى الحقوقي والسياسي وبدأت الاعتقالات التعسفية خارج إطار القانون وتم الضغط على الحركات الإسلامية بكافة توجهاتها مع إغلاق مجموعة من المقرات ودور القرآن و اعتقال مجموعة من القيادات الإسلامية وإغلاق بعض الأحزاب السياسية وهيمنة أحزاب جديدة ولدت من رحم النظام لمواجهة التيار السياسي الإسلامي بطرق غير ديمقراطية مما اعتبر عودة قوية لمنهج التحكم و الضبط والاستبداد.

 ومع حلول الربيع العربي ومع الانتصارات التي حققتها الثورتين التونسية والمصرية أعيد النقاش لكن بقوة أكبر و بشحنة أكبر وبسقف للمطالب أكبر فخرج الشباب في مسيرات عبر حركة 20 فبراير في مجموع تراب المملكة يطالبون بإسقاط الفساد والاستبداد بعد ذلك ب 19 يوم تجاوب الملك محمد السادس مع هذا الحراك بشكل إيجابي فاجأ مجموعة من الفاعلين السياسيين و الحقوقيين و أثر على مستقبل هذا الحراك ليفتح النقاش حول دستور المملكة الجديد وصلاحيات الملك و صلاحيات الحكومة و ربط المسؤولية بالمحاسبة و فصل السلطات واستقلال القضاء و تأسيس الأحزاب و الجمعيات وموقع المرأة و الشباب في صناعة القرار وحقوق الإنسان وحمايتها والانتخابات و اختيار رئيس الحكومة ودور البرلمان توج كل ذلك بدستور جديد وانتخابات جديدة وطبعاً بحكومة جديدة يقودها حزب العدالة والتنمية .

كيف تنظرون للثورات العربية وما موقفكم في حزب العدالة والتنمية منها؟

لا يمكننا في حزب العدالة والتنمية إلا أن ندعم هذه الثورات العربية أولا لأنها ثورات للشعوب ثانيا هي ثورات ضد الاستبداد و الظلم و القمع ودفاعا عن الحرية و الكرامة، ونرى أن هذه الثورات انطلاقة لعهد جديد بالعالم العربي سينقلنا إذا أحسنا استثمار المرحلة بكل ما توفره من إمكانات وما تتيحه من شروط إلى مصاف الدول الديمقراطية و المتقدمة

كيف تنظرون لما يحدث في اليمن ؟ بمعنى هل ترون ما يحدث في اليمن أزمة سياسية ؟ أو ثورة شعبية؟
ما حدث في اليمن ثورة شعبية راقية فاجأت العالم و قدم خلالها الشعب اليمني صورة حضارية فريدة لشعب يتشبث بحقه في التغيير و في محاربة الفساد والاستبداد ويبدع وسائل سلمية من أجل تحقيق حريته  بروح ونفس نضالي عال .
هل لديكم اتصالات قائمة مع مسئولين أو تنظيمات حزبية يمنية ؟

للأسف التباعد بين البلدين و الحصار الذي كان مفروضا على التنظيمات الإسلامية لم يسمحا بحدوث تواصل قوي بيننا بين تنظيمات حزبية يمنية أتمنى مع حلول الربيع العربي أن نتدارك ذلك مع الإشارة إلى أنه كانت هناك اتصالات مع بعض القيادات السياسية خصوصا في مؤتمر الأحزاب العربية والمؤتمر القومي الإسلامي .

من خلال متابعتكم لمجريات الأحداث ومواقف الأحزاب السياسية وبالذات المعارضة ؟ كيف تقيمون أدائها ؟ وهل كان وجود الأحزاب إيجابي في الثورة؟

ثورة اليمن كما تونس ومصر وليبيا وسوريا وغيرها من الدول العربية هي ثورات للشعوب التي انتزعت المبادرة و أثبتت أنها قادرة على قلب المعادلة و إعادة صياغة التاريخ و قد ظهر أن موقع الأحزاب في هذه الثورات كان محدوداً مع بعض الاستثناءات كما هو في اليمن التي كان لأحزاب المعارضة دور معتبر في تأطير المحتجين و في المفاوضات مما ساهم في تجنيب البلد أداء ضريبة غالية لتحقيق التغيير المنشود واليوم سيكون أمام هذه الأحزاب مسؤولية تاريخية ودور محوري لبناء يمن ديمقراطي متقدم ونام  .

رسالة أخيرة للرئيس اليمني الجديد ؟وحكومة الوفاق الوطني ؟

اليمن دولة عظيمة تستحق موقعا رائداً ليس فقط في العالم العربي بل على المستوى الدولي و تستحق أيضا رئيسا عظيما يقدر هذا الشعب وتاريخ هذا البلد وحضارته و يتجاوب مع طموحات الشباب اليمني ليمن أفضل و أجمل و تستحق حكومة مواطنة تتستحضر مصلحة الوطن و الشعب وتجعلهما فوق كل اعتبار  .

كلمة أخيرة أستاذ ؟

هنيئا للشعب اليمني على الملحمة السلمية التاريخية التي قادها باقتدار وصنع بها ثورة ستبقى راسخة في ذهن الأمة العربية و مسجلة في تاريخ البشرية و أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ اليمن و شعبها و أن يرزقه الأمن و الاستقرار و التقدم والازدهار .

حاوره عبر الإنترنت / معاذ راجح

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.