الشوباني : سنعلن قريبا عن أول حوار وطني حول المجتمع المدني والأدوار الجديدة


11-06-12
كشف الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني،، بأن المغرب يستعد لإطلاق حوار وطني مع نهاية يونيو 2012 ، تحت عنوان “المجتمع المدني  والأدوار الجديدة “، موضحا في مداخلة له أمام المؤتمر الثالث للحوار (جنوب-شمال المتوسط )،الذي اختتم أشغاله  مساء الأحد 10 يونيو 2012، بالعاصمة التونسية،أن الأمر يتعلق بأول حوار وطني من نوعه في تاريخ المغرب يندرج في إطار تنزيل الدستور وتمكين المجتمع المدني المغربي من أن يضطلع بالدور الذي منحته له الوثيقة الدستورية ، والمتمثل في المقاربة التشاركية التي تعطيه صلاحيات في مجالي التشريع ومراقبة السياسات العمومية.
 وأضاف بأن هذا الحوار، الذي سيستمر عدة شهور من السنة الجارية ويجري على المستويين الوطني والجهوي بمشاركة مختلف الفعاليات الجمعوية ، يرمي إلى إعداد تصور لمشاريع القوانين والتشريعات التي ستنظم الأدوار الجديدة للمجتمع المدني ، الذي أصبح  له حق المشاركة في تدبير الشأن العام .
 وأشار الوزير إلى أن برنامج هذا الحوار يتضمن أيضا تنظيم ندوة دولية من أجل الاطلاع على تجارب الدول الأخرى فيما يتعلق بهذه المقاربة التشاركية بين السلطات العمومية والمجتمع المدني ، كما ستكون فرصة لاطلاع المشاركين على التجربة المغربية القائمة على “التراكم الإيجابي وتفادي الجوانب السلبية”.
 وفي موضوع آخر، دعا الشوباني البلدان الأوروبية إلى إعادة النظر في بعض المفاهيم المتعلقة بالعلاقة بين بلدان وشعوب ضفتي جنوب وشمال المتوسط ومن بينها مفهوما “الهجرة” و “الاندماج”.
 وقال الشوباني، في ذات المؤتمر الذي عرف مشاركة مسؤولين حكوميين وفعاليات سياسية وبرلمانية وممثلي المجتمع المدني من بلدان شمال وجنوب المتوسط ، من بينها المغرب،  أن مصطلح “الهجرة” أصبح مرتبط بمضامين تكون أحيانا “تحقيرية” وأحيانا أخرى “تمييزية وسلبية”، معتبرا أن الحديث اليوم، يدور حول “التنقل والتعارف والتواصل بين الشعوب”، مضيفا بأنه  “حتى في حالة الضرورة الاقتصادية والاجتماعية ، فإن الكرامة الإنسانية تأبى أن تكون موضوع تحقير تحت أي مسمى ” .
 ومن جهة أخرى اعتبر الوزير أن مفهوم “الاندماج” بدأ يأخذ اليوم، “أبعادا تمييزية تعطي تراتبية في العلاقة بين المواطن القادم من الجنوب والذي عليه أن يندمج في مجتمع الشمال”.
 وقال إن هذا “الاندماج يكون أحيانا مرتبط بالتخلي عن الكثير من مقومات الهوية الوطنية والانتماء الحضاري”،معتبرا  أن عنوان “نجاح المندمج يكون أحيانا بمقدار ما يتخلى عن ثقافته وهويته ومكوناته الشخصية “.
 وشدد الشوباني على ضرورة أن يكون الحديث اليوم ، على “التعايش والشراكة والتعاون وليس عن الاندماج بمعناه السلبي”، الذي قال إنه “أثر على أجيال عديدة تعيش في شمال المتوسط وتفتقد التوازن النفسي والاجتماعي لأنها كانت ضحية مفهوم مغلوط للاندماج”.
 كما دعا المجتمع المدني في بلدان شمال المتوسط إلى الضغط على حكوماتها لإدماج لغات بلدان الجنوب في برامجها ومقرراتها التعليمية “لكي تصنع نخبا تتواصل مباشرة مع أهل الجنوب جميعا بلغتهم الأصلية مثلما يفعل هؤلاء مع الشمال”.
 وخلص إلى التأكيد على ضرورة “مراجعة قواعد الحوار والعلاقة بين شعوب ضفتي المتوسط ، من أجل تحقيق التكامل الثقافي والتعايش الحضاري في الفضاء  المتوسطي، يكون قائما على مبدأ المساواة”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.