طارق رمضان يدعو إلى تخليق الاقتصاد

12-10-13
دعا الدكتور طارق رمضان الأستاذ المحاضر في علوم الإسلام بأوكسفورد، أرباب العمال إلى جعل الأخلاق ملازمة للمعاملات الاقتصادية، لتنصهر مع المسؤولية الاجتماعية داخل المقاولات.
وأشار رمضان في محاضرة ألقاها أمام ضيوف “جمعية النهوض بالقادة” الخميس 11 أكتوبر 2012 بأحد فنادق الدار البيضاء،بعنوان “إعادة إحياء  الأخلاق في قلب الاقتصاد والشركات”، (أشار) إلى أن أي كيان اقتصادي عليه مساءلة ذاته حول انتظاراته من النشاط الاقتصادي الذي يشقى من أجله، فإذا انفصلت انتظاراته عن الأخلاق سينتقل إلى مفهوم الإيديولوجية المجردة التي تضع  نصب أعينها هدف الربح والمنفعة فقط.

وفي نفس الاتجاه، أكد رمضان بأنه “لا بد لأي كيان ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻥ تسنده ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟـﺴﺎﻤﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺒﻴﻥ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻓﺭﺍﺩﺍ ﻭﻤﺅﺴﺴﺎﺕ، عبر احترام أربع نقط اعتبرها رمضان أساسية، وحصرها  في أولا ، تفويض صاحب المقاولة السلطة للعمال، وإعطائهم مساحة من الحرية (حرية اللباس) لأن ذلك يدفعهم إلى الإبداع في تحقيق الربح الذي يعود عليه بالنفع في الأخير.

 
وثانيا، معاملة الأفراد والشركاء بالعدل والمساواة، وثالثا، الكرامة، عبر حفظ كرامة العمال وحمايتها،  ورابعا التزام الشفافية في توزيع أو الحصول على المعلومة.
ولم تفت رمضان الفرصة، ليينبه إلى خطورة آفة الرشوة “الأكثر انتشارا بشكل أكبر في القسم الجنوبي من العالم”،  داعيا أرباب المقاولات إلى التخلي عن المعاملات التي تقترب من قريب أو بعيد من  الرشوة، سيما تلك المعاملات التي أصبح أصحابها  يعدونها “أمرا جار به العمل”، رغم  أنها تحمل في جوهرها معاني الرشوة.

وختم رمضان، محاضرته بدعوته المغرب إلى التصالح مع ثقافته المحلية الدينية، والكف عن تقليد الغرب، مجددا تأكيده على أن إدخال ثقافة الأخلاق إلى الشركات والمؤسسات، “سيحقق نجاحا باهرا في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات والمردودية”.

وفي ذات السياق، كان رئيس  الحكومة عبد الإله ابن كيران قد لقن درسا لكبار أرباب الاقتصاد العالميين، في رسالة وجهها -في المؤتمر الذي انعقد بستراسبورغ- إلى مستثمرين الدول المتقدمة الذين يبحثون عن موطئ قدم في إفريقيا، حيث دعاهم إلى إدخال معايير الأخلاق في تعاملاتهم، وشراكتهم مع دول المنطقة وعدم إدارة ظهرهم فور استشعار خطر الأزمة.


وهكذا فإن ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭ السعي إلى ﺠﻨﻲ ﺃﺭﺒﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺤـﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤـﺼﺎﻟﺢ المشتركة أو العامة، يمكن – على حد قول ابن كيران –  أن تؤدي إلى “الانفجار، لأن  الشعوب لم تعد قادرة على التحمل مع تزايد الهوة بين قسمي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.


قالها ابن كيران صراحة “أنا لا أخاف الأزمة،… وإذا كنتم شركاء حقيقين أتيتم إلى بلدنا عندما كانت الأمور جيّدة فسوف نكون مرتاحين إذا بقيتم معنا عندما تسوء الأمور وسنحل الأزمة معا…”.


نورة معني

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.