أسامة خضراوي: هل يعرف الجيل الجديد الطيب الصديقي؟

أسامة خضراوي

تابعت، يوم الجمعة 8 مارس الماضي، حلقة من برنامج FBM المواجهة للصحافي المقتدر بلال مرميد، على قناة ميدي 1 تيفي، استضاف فيها الفنان المسرحي ميلود الحبشي. وقد استوقفني فيها حديث الأستاذ الحبشي عن هرم المسرح المغربي الطيب الصديقي رحمه الله، ووصف ما قدمه هذا الأخير لجيله “بالصدقة الجارية”؛ لأنه ترك حرفة لكل فنان وكاتب مسرحي.

الطيب، بحبه وولعه للمسرح علم أجيالا وترك ذاكرة مسرحية ليست بالهينة، لأنه نذر حياته للفن والثقافة بصفة عامة والمسرح المغربي بصفة خاصة، مستلهما مواضيعه من مكونات التراث الشعبي بمختلف أنماطه (الملحون، الحكاية، الأمثال، الحكم، الألغاز….)…

فهل يعرف الجيل الجديد أن ابن مدينة الصويرة، المزداد بتاريخ 27 دجنبر 1938م، رحمه الله، أسهم في التعريف بالمسرح المغربي وأضفى عليه طابع العالمية، بهويته المغربية وخصوصية الشعبية التراثية..

اشتغل الطيب الصديقي ممثلا وسينمائيا وفنانا تشكيليا، وشكل عدة فرق مسرحية، وتولى منصب مدير فني للمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ثم مدير المسرح البلدي بالدار البيضاء (1965/1977)، وعين لسنتين وزيرا للسياحة (1980/1982)..

اقتبس الصديقي وترجم أكثر من ثلاثين عملا دراميا، ودوّن أكثر من ثلاثين نصاً مسرحياً باللغتين العربية والفرنسية، ومثّل في العديد من الأفلام العالمية؛ أبرزها فيلم “الرسالة”، ومن أشهر أعماله المسرحية “مقامات بديع الزمان الهمداني”، و”سلطان الطلبة”، و”ديوان سيدي عبد الرحمان المجذوب”، و “مسرحية مولاي إدريس ومسرحية عزيزي”، ومسرحية “بين يوم وليلة” لتوفيق الحكيم، ومسرحية “المفتش”، ومسرحية “الجنس اللطيف” المقتبسة عن أريستو فان، ومسرحية “الحسناء” التي اقتبسها الصديقي عن “أسطورة ليدي كوديفا” لجان كانول، ثم “رحلة شونغ لي” لساشا كيتري، و”مولاة الفندق” المقتبسة عن”اللوكانديرة” لكولدوني، ومسرحية “الحراز” التي تعتبر من روائع الإرث المسرحي المغربي، التي جمعت بين الطيب الصديقي والمرحوم عبد السلام الشرايبي.

فهل يعرف الجيل الجديد الطيب الصديقي، الذي أتمنى أن يبنى مسرح في ويسمى باسمه؛ لأنه أعطى الكثير للمسرح المغربي هو وزملاؤه أحمد الطيب لعلج ومحمد سعيد عفيفي ومصطفى سلمات ومحمد مفتاح ونعيمة لمشرقي وثريا جبران وحسن الجندي والقائمة طويلة، هؤلاء قدموا لنا إرثا مسرحيا، وجب أن نفتخر به ونحرص على إيصاله إلى الأجيال الصاعدة.

فهل تنبعث روح الصديقي من جديد، لميلاد مسرح مغربي نحتاجه اليوم أكثر من الماضي؟

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.