في ذكرى وفاته الخامسة.. عبد الله بها فارس الحكمة ورائد الصمت البليغ

“مات من كان الناس يختلفون عنده ولا يختلفون حوله، فلم تُغيّره السلطة، ولم يزحزحه المنصب الوزاري قيد أنملة عن طبعه وبساطته وتواضعه”.. ترجل الخلوق المهيب سيدي عبد الله بها.. ترجل خفيفا كما عاش.. من غير طقوس وداع، وفي غفلة حب من الجميع” بهاته العبارات المؤثرة نعت الصحافة الوطنية رحيل عبد الله بها، الذي غادرنا إلى دار البقاء في مثل هذا اليوم، السابع من دجنبر 2014.

رحيل سي عبد الله بها يذكرنا برجل من طينة خاصة، بوصفه “أحد أبرز مهندسي المشاركة السياسية للحركة الإسلامية، وناحت مقولة “الإصلاح في ظل الاستقرار”.

ذكرى الوفاة تحملنا إلى استحضار خصال “فريدة” تميز بها “فارس الحكمة ورائد الصمت البليغ” كما يحب أن يناديه كثير من داخل الحزب ومن خارجه، خصال يذكرها أعضاء حزب العدالة والتنمية باستمرار، في أغلب المحطات والاستحقاقات التنظيمية.

خصال فريدة..

كثيرة هي الأوصاف التي لقبَّ بها نائب الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، وساعد أيمن عبد الإله ابن كيرن خلال قيادته للحكومة السابقة، من طرف رفاقه والمقربين منه في الحزب، فهو “الحكيم”، و”رجل الظل”، و”المهادن”، و”رجل التوافق والحوار”، و”رجل التوازنات” داخل الحزب.

كل هذه الأوصاف التي التصقت، بالراحل بها، والذي يعد بحسب الكثير من الذين عايشوه عن كثب، مدرسة فريدة كانت تمشي على رجلين، تبرز المكانة التي يحظى بها الرجل داخل حزبه ومناضليه، كمنظر ومرجعية لا محيد عنها في التخطيط لمستقبل حزب “المصباح” ومساره السياسي.

حكمة الرجل، وأناته وبعد نظره، وقدرته  على استخلاص الحلول لأعقد المشكلات، جعلت منه مرجعا أساسيا يعود إليه الجميع في الحزب عند اندلاع أي خلافات سياسية، فقد عُرف عنه أنه هادئ الطبع، يفضل الابتعاد عن مواطن الأضواء والظهور حتى وإن كانت هذه الأخيرة تفرض نفسها عليه.

ولأن الحكمة والصمت غالبا لا يفترقان، فقد عاش الرجل “الحكيم” -كما يلقبه أعضاء حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح اللذين كان من مؤسسيهما وقيادييهما- هادئا متواضعا، وبعيدا عن الأضواء والصخب.

مسار متألق..

عرف الراحل عبد الله بها، الذي وافته المنية مساء الأحد 07 دجنبر  2014، بعد أن دهسه قطار بالقرب من مدينة بوزنيقة، بالسياسي المحنك، المستمد لتجربة التدبير من تقلد مناصب المسؤولية بالحركة الإسلامية، فقد انتخب نائبا لعبد الإله ابن كيران عندما كان رئيسا لجمعية الجماعة الإسلامية من سنة 1986 إلى 1992، ومن 1992 إلى 1994 بعد أن غيرت اسمها إلى حركة الإصلاح والتجديد.

وانتخب نائبا لمحمد يتيم عندما كان رئيسا للحركة نفسها من 1994 إلى 1996، واختير نائبا لأحمد الريسوني من 1996 إلى 2002 عندما كان رئيسا لحركة التوحيد والإصلاح، التي انبثقت صيف 1996 عن وحدة اندماجية بين حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي.

وانتخب بها -الذي ولد عام 1954 في بلدة إفران بالأطلس الصغير في إقليم كلميم جنوب المغرب- نائبا لسعد الدين العثماني عندما كان أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية من 2004 إلى شتنبر  2007، ونائبا لابن كيران مرة أخرى في 2007 عندما اختير الأخير نائبا عاما لحزب “المصباح”، وتولى النيابة أيضا عندما أعيد انتخاب ابن كيران أمينا عاما في 2012، وظل نائبا له إلى أن التحق بالرفيق الأعلى.

كما انتخب في 2007 نائبا لرئيس مجلس النواب، وعينه الملك محمد السادس في الثالث من يناير 2012، وزيرا للدولة، في حكومة ابن كيران الأولى، كما تولى الراحل قيد حياته، رئاسته لجنة العدل والتشريع في البرلمان بين عامي 2002 و2003، وانتخب رئيسا للكتلة النيابية لحزبه في مجلس النواب بين سنتي 2003 و2006.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.