بلاغ صادر عن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية

 توصل pjd.ma ببلاغ صادر عن اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ليوم السبت 07 دجنبر الجاري بالرباط.

وفي ما يلي نص البلاغ كاملا:

بلاغ
عقدت الأمانة العامة، بحمد الله وتوفيقه، يوم السبت 10 ربيع الآخر 1441 هـ/الموافق لـ 7 دجنبر 2019 م، لقاءها الشهري المطول تحت رئاسة الأخ الأمين العام الدكتور سعد الدين العثماني .
وقد افتُتح هذا اللقاء بكلمة للأخ الأمين العام ذكّر فيها بطبيعة العمل السياسي وما يقتضيه من حاجة للتنسيب في المواقف، والتعامل معها باعتبارها محض اجتهادات وتقديرات إنسانية، تحتمل الصواب والخطأ، حامدا الله ،سبحانه وتعالى، على ما حبا به وطننا العزيز من نعم وفضائل، وعلى رأسها نعمة الوحدة الوطنية، ونعمة الأمن والتلاحم المجتمعي في ظل الثوابت الوطنية والمقومات التاريخية والحضارية لبلادنا، ونعمة الاستقرار السياسي والمؤسساتي باختياراته الديمقراطية والدستورية. مما يدعونا جميعا إلى العناية بأسباب دوامها وحفظ سبل استقرارها ، مما يكفل لنا إمكان معالجة كل الاختلالات والإشكالات التي تنتصب أمام بلادنا ومجتمعنا، ومما يقتضي من مختلف المؤسسات والمكونات والفاعلين تكثيف الجهود من أجل ضمان استمرار بلادنا على ذات النهج: نهج البناء الديمقراطي، والتنمية الاقتصادية المستدامة والتنافسية، والعدالة في توزيع ثروات البلاد وخيراتها لتعم جميع المواطنين وتشمل كافة الجهات.
وقد استُهل الاجتماع بتقديم ثلاثة عروض همّت ثلاث قضايا أساسية، وهي: عرض حول التحولات الاجتماعية والتعبيرات الجديدة، وعرض حول الواقع السياسي الوطني واستحقاقاته المستقبلية، وعرض حول مستجدات الواقع الإقليمي، تلاه فيما بعد نقاش مستفيض شمل مختلف القضايا المثارة، كما تمت مدارسة  عدد من القضايا التنظيمية المدرجة في جدول الأعمال لاتخاذ القرارات المناسبة بخصوصها.
وفي هذا الإطار، تؤكد الأمانة العامة ما يلي:
أولا: اعتزازها بالتجربة الديمقراطية والإصلاحية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تجعل من المسار السياسي والتنموي المغربي مسارا متميزا في المنطقة، وذلك في ظل سياق إقليمي مضطرب مفتوح على أكثر من مآل. وهو ما يدعونا جميعا، مكونات سياسية وقوى اجتماعية وعموم المواطنات والمواطنين، للتحلي بأقصى درجات اليقظة والنضالية، والإيجابية المبصرة لصيانة النموذج المغربي وتعزيز مكتسباته وتطويره باستمرار للمضي قدما نحو إرساء مغرب قوامه الدمقرطة والتنمية والعدالة.
ثانيا: دعوتها المواطنين والمواطنات، رجالا ونساء وشبابا، من البالغين 18 سنة أو الذين سيبلغونها متم شهر مارس 2020، ومن غير المسجلين في اللوائح الانتخابية، إلى الإقبال بكثافة من أجل التسجيل في هذه القوائم، باعتبار ذلك  واجبا وطنيا وشرطا أساسيا يضمن لهم التمتع بحقهم الديمقراطي ونهوضهم بحقهم في المشاركة في مختلف الاستحقاقات المقبلة. وأن المشاركة المكثفة للمواطنين والمواطنات شرط أساس للتقدم بتجربتنا السياسية والقطع مع كل سبل التأثير فيها سلبا، وأن ضعف المشاركة الشعبية من شأنه تسهيل الطريق أمام الفساد الانتخابي وخدمة غير مباشرة لقوى النكوص والمناهضة للإصلاح؛
ثالثا: عزم الحزب على مواصلة نضاله الميداني على جميع المستويات وإيلاء مزيد من العناية والإنصات لما يَعتمل داخل المجتمع المغربي من تحوّلات ومتغيرات، لا سيما في وسط  الشباب، وما يواجههم من إشكالات في مجال انخراطهم في الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، وفي مجال ممارستهم الكاملة لحقوقهم السياسية، بما يستجيب لما يحدوهم من تطلعات وانتظارات من أجل بناء وطن عادل وديمقراطي، وحرصه المتواصل على التعاطي الإيجابي مع المطالب الشبابية وحسن استيعاب الرسائل التي تتضمنها مختلف التعبيرات الجديدة التي ترمي في عمقها إلى إثارة الانتباه إلى قضاياه – دون الإخلال بالاحترام الواجب للمؤسسات وللثوابت والرموز الوطنية- والتي هي في العمق، قضايا مغرب الراهن والمستقبل، ويوجه بالمناسبة تحية خاصة للعمل النضالي والتأطيري الذي تقوم به شبيبة الحزب في هذا المجال ويدعوها إلى مواصلة وتكثيف جهودها في نفس الاتجاه.
رابعا: تثمينها للعمل النضالي الإصلاحي المتواصل التي يضطلع به الحزب ومناضلوه سواء من خلال المسؤولية الحكومية أو من خلال العمل الجماعي والبرلماني، ومن خلال العمل اليومي الميداني لمناضليه في المدن والقرى والأحياء من أجل الإسهام في النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية اليومية.
ويدعو الحزب لمواصلة هذا الجهد وتعزيزه لتقريب المواطنين من حجم المجهودات المبذولة بكل موضوعية، والتواصل مع مختلف شرائح المجتمع: استماعا لصوت المواطنين ومقاومة لنزوعات التيئيس وخطابات التبخيس التي تسعى جاهدة إلى اختراق الرأي العام والتأثير سلبا على مزاجه بزرع الإحباط واليأس في وعيهم ووجدانهم، وإفقادهم الأمل في الوطن وفي المستقبل، بتضخيم المشاكل والسلبيات، رغم أن بعضها واقع وموجود، واستصغار كل المجهودات والمكتسبات باحتقارها وصرف النظر عنها.
ومن جهة أخرى تخبر الأمانة العامة أنها توصلت بمشروع المذكرة التي أعدتها مؤسسة منتخبي الحزب بخصوص الجهوية وتثمن المجهود المنجز بشأنها، وسوف تعمل على المصادقة عليها قريبا، وهي المذكرة التي ستكون مؤطرة لمشاركة الحزب في المناظرة الوطنية للجهوية المرتقب تنظيمها بأكادير في هذا الشهر.
خامسا :دعوة كافة المكونات الحزبية والنقابية والمدنية للعمل الجاد من أجل استعادة دورها في التأطير والوساطة بما يقتضيه ذلك من تنافس في القرب من اهتمامات المواطن وانتظاراته ، وفي بناء ديمقراطية داخلية مستوعبة وحيوية وفي تخليق الواقع الحزبي وعقلنته وجعله مستوعبا للنخب الشابة والنسائية، والابتعاد عن الأساليب التي كانت أحد الأسباب في الإساءة إلى العمل السياسي والنقابي والمدني.
وفي علاقة بالشأن التنظيمي، استمعت الأمانة العامة إلى مشروع التقرير التركيبي لحصيلة أداء الهيئات واللجان التابعة لها برسم سنة 2019 واعتمدته، كما تابعت مختلف التدابير والإجراءات من أجل حسن الاستعداد للحظة انعقاد المجلس الوطني للحزب. بالإضافة إلى العديد من القضايا والملفات التي اتُّخذت بخصوصها قرارات تنظيمية وتدبيرية.

وحرر يوم الثلاثاء 10 ربيع الثاني 1441هـ/الموافق لـ 07 دجنبر 2019
الإمضاء
الأمين العام
الدكتور سعد الدين العثماني

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.