بالمختصر المفيد: رسالة مسيرة يوم الأحد..

المسيرة التي ستلتئم فيها كل مكونات الشعب المغربي بصوت واحد لها هذه المرة خصوصية غير مسبوقة بالمقارنة مع المسيرات التي خرجت في مناسبات متعددة ومنها العدوان الصهيوني على قطاع غزة في مناسبات مختلفة .

لقد أخرج الإجرام الصهيوني وجرائم الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال في حق غزة نساء وأطفالا وشيوخا ومدنيين آمنين ومنشآت ومرافق عمومية بما فيها المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف ورجال الوقاية المدنية من الفظاع ملايين المتظاهرين من العرب والمسلمين ومن غيرهم من الشعوب المحبة للسلام في مناسبات متعددة 

لكن لهذه المسيرة خصوصية كبيرة ، إنها  تأتي من كون العدوان هذه المرحلة قد وصل إلى سرعته القصوى من خلال السعي إلى فرض خريطة خلاصتها التفريط الكامل والنهائي في الحدود الدنيا من الحقوق الوطنية الفلسطينية بما في ذلك ما تضمنه اتفاق أوسلو على علاته ومبادرة السلام العربية على ما فيها من تسليم بما اغتصبه الكيان الصهيوني ما قبل عام 1967 ،

 والاخطر من ذلك من تكريس المنطق الصهيوني القائم على تهويد القدس واعتداء على المقدسات والأماكن الدينية الاسلامية والمسيحية على السواء .

كما أن محاولة فرض ذلك يأتي هذه المرة من خلال الابتزاز  لجر دول مثل المغرب الذي كان  وسيبقى له دوما دور محوري في مؤازة الشعب الفلسطيني والذوذ عن القدس الشريف رسميا من خلال رئاسة جلالة الملك للجنة القدس وشعبيا من خلال التضامن المتواصل وغير المشروط شعبيا مع عدالة القضية . 

غريب هذا الإصرار على فرض تلك الصفقة بصفاقة منقطعة النظير علما أن أهل الدار – أي السلطة الفلسطينية التي لا يمكن نعتها ب” الإرهاب ” – قد رفضوا هذه الصفقة وأن يكون الإعلان عنها من قبل الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الصهيوني 

والأغرب من ذلك والأكثر صفاقة  ما يتم الترويج له من قبل الإعلام الصهيوني بأن المغرب قد رحب ب” الصفقة ” ، وأن نتنياهو يقوم بالتوسط لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقناعه بالاعتراف بسيادة المغرب على الأقاليم الصحراوية مقابل تطبيع كامل للمغرب مع إسرائيل.

وحيث من شأن ذلك لو افترضنا جدلا صحته  من شأنه أن يؤدي إلى فقدان المغرب  مصداقيته أمام المنتظم الدولي ، وأمام أكثر من مليار مسلم في العالم ولدى الشعوب الأحرى المناصرة للشعب الفلسطيني وأنه بالتبع سيسيء لعدالة القضية الوطنية ، 

لكل ذلك ينبغي أن تكون رسالة مسيرة يوم الإحد ينبغي واضحة الغبار عليها ، وهي أن المغرب بجميع مكوناته الرسمية والشعبية لن يفرط في القضية الفلسطينية ولن يرضى لها ما لم يرضه الفلسطينيون أنفسهم ، وأن تكون واضحة في رفض المناورات الانتخابية للطرفين باستخدام ورقة إحداث “اختراق ” يتمثل في تمرير صفقة هي أسوء ما عرفه القرن من خطط في الموضوع أي من خلال فرض تطبيع مع الدول العربية والإسلامية مع الإجهاز النهائي في نفس الوقت على حقوق الشعب الفلسطيني وفرض الأمر الواقع ضدا على كل المقررات الأممية وعلى مبادئ وقيم الكرامة الإنسانية ، رسالة مسيرة الأحد  أن تصفية القضية الفلسطينية والإجهاز على حقوقه الوطنية لن يمر مهما كانت المناورات ومهما بلغت أساليب الابتزاز والمساومة !

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.