يتيم يكتب: الإصلاحات في المغرب بعيون التقارير ومؤشرات المؤسسات الدولية

محمد يتيم

الإصلاحات في المغرب بعيون التقارير ومؤشرات المؤسسات الدولية

من أهم واجهات الإصلاح، إصلاح الخطاب السياسي والإعلامي ومواجهة التبخيس  وإشاعة نفس إيجابي موضوعي تحفيزي وتبشيري واثق من الإصلاح وتراكماته، في مواجهة  خطاب عدمي يتغذى من اليأس ويمارس التيئيس بالتركيز  فقط على النقائص والسلبيات وتضخيمها وحجب الإنجازات وطمسها.

لسنا ندعو إلى نشر المغالطات أو تزيين السلبيات والنقائص، فهذا المسلك هو الوجه الآخر للصورة. فإشاعة خطاب نقدي موضوعي لمظاهر القصور والتقصير واجب أيضا لكن وجب على المسؤولين السياسيين خاصة إن كانوا يشغلون موقع المعارضة والإعلاميين إن كانوا مستقلين ومهنين، أن يتحروا بنفس القدر من الجرأة والشجاعة في إبراز مسار الإصلاح ببلادنا والنقاط المضيئة فيه، وهي كثيرة، والدعوة إلى البناء عليها  في مواجهة الجوانب السلبية الأخرى وهي كثيرة أيضا، فبلادنا كما يشهد على ذلك المراقبون الموضوعيين بل حتى بعض خصوم المغرب، نجحت  في تحقيق انجازات محترمة في كثير من الميادين، وانه بإمكانها  أن ترفع التحدي من أجل مواجهة الإخفاقات ومواطن القصور  في أفق ولوج نادي الدول الصاعدة ، وتلك سنة الله في سير الدول والمجتمعات.

ونكتفي هنا بسرد بعض المعطيات والمؤشرات نستقيها من تقارير وتصنيفات ومؤشرات مؤسسات دولية وهيئات رصدية وبحثية مستقلة وهي مجرد عينات ونماذج:

سياسيا وأمنيا:

أولا: وجب التنوية بما أنعم الله به على هذه البلاد من نعمة الأمن والاستقرار في ظرفية صعبة عصفت بعدد من الأنظمة وباستقرار بلدان بأكملها في المنطقة،  وكان ذلك بعد فضل الله بفضل الرشد الجماعي للمغاربة سواء أولئك الذين خرجوا في تلك الفترة للمطالبة بالإصلاح أو من خلال الاختيارات الرشيدة للدولة في أعلى مستوياتها بالمبادرة من خلال الخطاب الملكي للتاسع من مارس بإعلان خطة إصلاحية شاملة نجم عنها توافق اجتماعي (اتفاق 26 أبريل) ودستور جديد متقدم وانتخابات سابقة لأوانها ترتبت عنها دينامية سياسية منتجة للاستقرار السياسي والاجتماعي رغم كل الثغرات والترددات.

ثانيا: لقد مكنت تلك المقاربة السياسية العاقلة بلادنا على الرغم من كل جوانب القصور أن تحقق عددا متراكما  من الإنجازات. ونحن في هذه العجالة لن نتكلم بلغة “الحصيلة والمعطيات الحكومية” ولكننا سنتكلم بلغة عدد من المؤشرات والمقاييس والتقارير الدولية وإليكم بعض هذه المعطيات:

احتل المغرب المركز الأول مغاربيا في تصنيف البلدان الأكثر أمانا في العالم الموجه للسياح وعشاق السفر عبر العالم، ويعتمد هذا التصنيف على مؤشرات لقياس الترتيب العالمي منها السلام والأمن ومؤشرات الإرهاب والجريمة والعنف اعتبر التقرير الدولي الجديد لسنة 2020، والذي يضم 180 دولة عربية وأجنبية.

احتل المغرب الدرجة الأولى إفريقيا، والخامس عربيا، في ترتيب الدول الأكثر أمنا وأمانا، برسم السنة الحالية 2019، حسب مؤشر صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي wef، المتواجد مقره بجنيف السويسرية.

حقوقيا:

تصدر المغرب، رفقة الدنمارك والسويد والأرجنتين وبوركينا فاسو، في تصنيف اللجنة المعنية بحقوق الإنسان الخاص بالدول المفعلة للتوصيات مرتبة متقدمة؛ إذ حصلت الدول الخمس على أعلى الدرجات، وهي الدرجة “أ”، في استعراض متابعة تنفيذ التوصيات الذي أجرته اللجنة وأعلنت نتائجه شهر دجنبر الجاري. وجاء تصنيف المغرب ضمن هذه اللائحة وحصوله على الدرجة “أ” بعد اعتماده للقانون الخاص بإحداث الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، وتفعيلها من خلال منح ولايتها للمجلس الوطني لحقوق الإنسان.

المشاركة الاقتصادية للنساء:

أظهر مؤشر جديد لمجموعة البنك الدولي، نشر يوم الثلاثاء 14 يناير 2020، أن المغرب يتصدر تصنيف بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) على مستوى الإطار التنظيمي للمشاركة الاقتصادية للنساء.

ويندرج هذا المؤشر، ضمن دراسة “المرأة وأنشطة الأعمال والقانون” لسنة 2020، التي تقيس 190 اقتصادا لمعرفة كيفية تأثير القوانين على النساء في مراحل مختلفة من حياتهن المهنية وتركز على القوانين المعمول بها.

الريادة في مجال صناعة السيارات حيث احتل الرتبة الأولى إفريقيا بعد أن نجح في رفع حجم إنتاجه من السيارات سنة 2018 إلى مستويات قياسية، متقدما على جنوب إفريقيا.

وبلغ عدد السيارات التي تم إنتاجها في الوحدات الصناعية التابعة لمجموعة “رونو” الفرنسية، المتمركزة في كل من الدار البيضاء وطنجة، ما يناهز 402 ألف سيارة، توجه نسبة كبيرة منها إلى الأسواق الأوربية والأسيوية والإفريقية.

على مستوى البنية التحتية:

تحتل المملكة للمرتبة الثانية للربط بالطرق السيارة في القارة الإفريقية، بألف و400 كلم بعد جنوب إفريقيا، الأمر الذي رفع حركة المرور إلى قرابة 13 ألف عربة يوميا وهو ما يمثل 7 أضعاف المعدل الوطني.

تصدر المغرب الدول الإفريقية في مؤشر الربط البحري العالمي لسنة 2018، الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد”، بعد أن سجل أعلى معدل نمو بين بلدان القارة السمراء في “الموانئ البحرية” سنة 2017.

وحلت المملكة المغربية، وفقاً للمؤشر الأممي العالمي، في المرتبة الأولى إفريقياً بـ71.5 نقاط على مقياس 100 نقطة، متقدمة على مصر (70.3 نقاط)، وجنوب إفريقيا (40.1 نقطة).

ميناء طنجةً المتوسطي الأول إفريقيا: وذلك حسب تصنيف (كونتينر ماناجمانت/تدبير الحاويات) حيث أكد موقع المجلة المتخصصة أن ميناء طنجة المتوسط هو أول ميناء في إفريقيا، ويحتل المرتبة الـ45 عالميا، مشيرا إلى أن الميناء المغربي يتقدم على بور سعيد في مصر (52) وميناء دوربان بجنوب إفريقيا (65).

على مستوى الربط بشبكة الهاتف:

يتوفر المغرب على 46 مليون اشتراك هاتفي، وأصبح بذلك البلد الأول في إفريقيا الذي يضم أكبر عدد من الهواتف الذكية مقارنة بعدد سكانه، إذ يصل معدل الاختراق إلى 130.73 في المائة، في حين يناهز المعدل في المتوسط 80 في المائة قارياً.

أول دولة عربيا اهتماما بالإطعام المدرسي: كما كشفت على ذلك بيانات البنك الدولي على موقعه الرسمي، أن أزيد من 1.26 طفل مغربي استفادوا من برامج التغذية في المدرسة.

الصدارة في احترام البيئة كما صرح بذلك وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامانيام جيشنكار بمنتدى “رايسينا” الدولي للحوار، الذي انعقد من 14 إلى 16 يناير الماضي في نيودلهي، حيث أكد أن المغرب وغامبيا يوجدان في صدارة البلدان التي تحترم البيئة، بعد اتخاذهما تدابير “تتوافق مع هدف اتفاق باريس 2015 بشأن المناخ”، استنادا إلى التقرير الأوروبي حول تتبع العمل المناخي، الذي أكد أن المغرب وغامبيا يمثلان نموذجا يحتذى، لجهودهما الرامية إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1,5 درجة مئوية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.