فيروس كورونا..هل يتأثر الاقتصاد المغربي بتوقف المبادلات التجارية مع الصين؟

قلّل الخبير المالي والاقتصادي الطيب أعيس، من التداعيات التجارية، التي يمكن أن يتسبب فيها انتشار فيروس كرونا، على الاقتصاد المغربي، مؤكدا أن المغرب يمكنه استثمار هذا الوضع الاقتصادي لتنويع مصادره من المواد الأولية وباقي المنتجات الصناعية التي تحتاجها السوق الوطنية.

وبخصوص تخوّفات عدد من التجار بالأسواق المغربية، بسبب توقّف المعاملات التجارية بين المغرب والصين، نتيجة انتشار فيروس “كورونا” الذي شل الحركة الاقتصادية لهذا البلد الآسيوي، أوضح أعيس في حديثه لـ”ـ pjd.ma” أنه بالرغم من مشروعية هذه التخوفات، إلا أن الأمر لا يستدعي ذلك، ولا يطرح أي إشكال على المدى القريب والمتوسط.

وسجل الخبير الاقتصادي، أن المغرب يتوفر على مخزون استراتجي من المواد التي يستوردها من الصين الشعبية، وهو ما يجعله يُحقّق الاكتفاء من الحاجيات التي تطلبها الأسواق التجارية، متوقعا في السياق ذاته، أنه ستعود الأمور إلى نِصابها، بعد شهر ونصف من الآن، عقب انتهاء الفترة التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية لاختفاء فيروس كورنا.

وأضاف، أن الصادرات المغربية نحو الصين، لن يطرأ عليها أي تأثير كبير على اعتبار أنها قليلة في الأصل، بحيث لا تتجاوز في الظروف العادية 5 في المائة، مشيرا إلى أن منتجات الشاي وبعض المستحضرات الطبية، إلى جانب الأجهزة الإلكترونية، توجد على رأس المنتجات التي سيلحقها تأثير محدود خلال هذه الفترة، على اعتبار أن 90 في المائة منها قادمة من الصين.

في المقابل، يرى أعيس، أن هذه التطورات الجديدة التي مسّت صادرات الصين تجاه عدد من الدول، يمكن استثمارها بشكل إيجابي، خاصة وأن تراجع الواردات الصينية، من شأنه تخفيف العبء على الميزان التجاري المغربي، في ظل ارتفاع الواردات، مقابل ضعف الصادرات المغربية في اتجاه السوق الصينية، داعيا إلى استثمار هذه المناسبة لتقوية الصناعة الوطنية.

وشدد المحلل الاقتصادي ذاته، على أنه يتعين على المغرب، انتهاز هذه الفرصة، من أجل تنويع مصادره، بدل الاقتصار على الصين، والبحث عن أسواق أخرى جديدة، من جهة، مع التفكير من جهة أخرى، في تصنيع هذه المنتجات والرفع من قيمة المنتوج الوطني، من خلال برنامج التسريع الصناعي، خاصة في ظل تأثر المنتوج الوطني، بالمنتجات الأجنبية، التي تغرق السوق المغربية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.