بالمختصر المفيد: خفافيش الظلام التي تسكن “الصباح”

لا ينكر إلا مغرض أن حزب العدالة والتنمية ومناضلوه وهيئاته الموازية والمجالية منخرطون حتى النخاع في الجهد الوطني للتصدي لمخاطر جائحة كورونا، وهو وهم حريصون على هذه المقاربة التشاركية وعلى عدم المزايدة في قيامهم بهذا الواجب الوطني،

وكفى على ذلك دليلا انخراطه إلى جانب الأحزاب الوطنية في التوقيع على بيان مشترك يستنكر خروج البعض في تجمعات غير مبررة بالشوارع العمومية،

وكفى على ذلك دليلا هذا الموقع الذي تجند ليل نهار في معركة التعبئة والتحسيس،  فقمنا طيلة هذه المدة من باب النهوض بمسؤوليتنا كإعلام وطني، بالانخراط في الجهد الوطني الجبار في التصدي لهذه الجائحة التي وحدت المغاربة بكل أطيافهم وفئاتهم وانتماءاتهم حول هدف واحد، وهو ربح معركتنا الوجودية ضد هذا الفيروس القاتل. ولسنا في ذلك سوى مرآة للعمل الوطني غير المسبوق الذي وضع معالمه  جلالة الملك أعزه الله ونصره،

وفي كل ذلك حرص الحزب على أن لا يتميز بمبادرة أو يزعم الجدارة والأحقية دون غيره بهذا الشرف، لأنه بكل بساطة مقتنع أنه لا يمكن لأي تنظيم سياسي أو حزبي أو مدني ولا لأي مؤسسة من المؤسسات أن تدعي أنه بإمكانها لوحدها القيام بذلك.

إلا أن بعض خفافيش الظلام التي تسكن “الصباح” مع الاحترام الواجب للمؤسسة وإعلامييها المهنيين، قد استكثرت على المغاربة وحدتهم، وقض مضجعها أن يتنادى المغاربة يدا واحدة وصوتا واحدا ضد كورونا، فخرجت علينا بافتتاحية كتبت من محبرة الحقد والعمى، والسعي للتفرقة والتشكيك في وحدة المغاربة، والسعي في حفر أخاديد الفرقة بين فئات المجتمع وطلائعه، وذلك بتدوير أسطوانة مشروخة حول حزب العدالة والتنمية، زاعمة  أنه يشتغل بأجندة بعيدة عن أجندة الوطن، بافتتاحيته شاردة عن السياق تدعو إلى الفرز بين المغاربة وبين “المقيمين معنا” وهي بذلك تنزع عن مكون من مكونات هذا البلد شرف الانتماء لهذا الوطن..هكذا وبكل سلاطة ووقاحة .

فهل يمكن أن يبلغ الحقد والعمى بصاحب الافتتاحية البئيسة على حزب العدالة والتنمية، الذي  يرأس أمينه العام حكومة المملكة المغربية، التي تشتغل الى جنب جلالة الملك وتحت توجيهاته، إلى حد إخراجه من الجماعة الوطنية؟

كيف نصب نفسه، أدرى بمصلحة المغاربة من ملك البلاد بصفته  الدستورية والدينية، علما أن تلك الحكومة بمكوناتها الحزبية وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية تشتغل إلى جنبه ووفق تعليماته؟

هل يمكن أن تبلغ الوقاحة بالبعض إلى التكفير السياسي والإخراج من “الجماعة ” لدرجة اتهام جزء من المواطنين بالتصرف تصرف المقيمين؟

وهل المقيمون حتى لو افترضنا انطباق هذا الوصف المنكر على مناضلي حزب العدالة والتنمية  ليسوا معنيين بالجائحة والانخراط في مواجهتها كما يفعل مغاربة العالم المقيمون في دول المهجر، المنخرطون في سياسات دول الاستقبال وتدابيرها المتعلقة بالتصدي للجائحة!!!

وحيث إن الحقد الإيديولوجي يولد عمى عن إدراك الحقائق الساطعة في الميدان وأن نظارات التحيز تزيد في حجب البصر والبصيرة، فإنه لم يكن بمقدور صاحبنا أن يرى بهما معا تلك الحقائق، من قبيل انخراط الجماعات الترابية خصوصا في المدن التي يسيرها العدالة والتنمية، وما يقومون به من تدابير لحماية المواطنين وما يرصدونه من أموال في ذلك، فلم ير في ذلك ما يراه المواطنون والمنصفون !!؟؟ بل إنه أطلق بهتانا وكذبا ادعاء متعارضا مع الحقائق الميدانية الناطقة حين تحدث عما سماه غياب ألاف المنتخبين والمنتمين والمناضلين في مساعدة الدولة على تجاوز الأزمة .

وأخيرا وليس آخرا ومن المضحكات المبكيات أن يتحدث صاحب الافتتاحية الاستئصالية – الفضيحة، عن عدم تجنيد الحزب الحاكم كما سماه لمناضليه، وتشكيل لجن في الأحياء والدروب والإقامات السكنية لتنظيم عمليات التوزيع والتوقيع والتنسيق مع السلطات المحلية لتفادي الخروج المكثف للمواطنين للشارع بحثا عن المقدمين، ويعلم الله لو فعل الحزب لتحدث صاحبنا عن تمرد المناضلين على تعليمات السلطات وتحديهم للتوجيهات بتحاشي التجمعات ولاتهمهم بتكوين ميلشيات موازية، وأنه يسعي للاستغلال الانتخابي والسياسي،

وحيث إنك لن تستطيع إقناع من ساءت نيته كما قال الحسن الثاني رحمه الله، فإن الحزب ومناضلوه سيواصلون الانخراط بروح وطنية عالية في إطار الإجماع الوطني وراء جلالة الملك، ولن يأبهوا بأصوات الاستئصال والتكفيرالسياسي والإخراج من الجماعة، مهما عمت خفافيش الصباح وصمت آدانهم .

فنحن في وقت أحوج ما نكون إلى تركيز الجهود ومع الكلمة في اتجاه واحد، والإعراض عن الأصوات الشاردة التي تصطاد في الماء العكر، ونكتفي فقط بما جاء في الأثر” إن مما ادرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستحي فاصنع ما شئت” ، فشيئا من الحياء.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.