عشرة أيام حاسمة للانتصار على جائحة “كورونا”

عبد المجيد أسحنون

عشرة أيام حاسمة هي التي تبقت أمامنا، لنثبت للعالم أجمع، أننا نحن المغاربة استطعنا أن نهزم فيروس “كورونا” وبأقل الخسائر، فإذا كان المغرب، سباقا إلى اتخاذ إجراءات صارمة ومشددة واستباقية لمحاصرة فيروس كورونا، وحظيت بإشادة كبيرة من الداخل والخارج، فإن مسؤولية المواطنين في الانخراط الجدي والفعلي في هذه الحرب كبيرة جدا.

علينا جميعا، أن ندرك ما معنى الأيام المقبلة بالنسبة للمغرب في محاربة انتشار هذا الوباء، وما معنى مواصلته حصد الأرواح بالمئات يوميا في عدد من الدول، وما معنى أن تتفوق الولايات المتحدة الأمريكية في تسجيل عدد الإصابات بكورنا على الصين التي بدأ منها زحفه على كل العالم.

يجب أن نهدئ أنفسنا ونطمئن، لأن دولتنا قامت وما زالت تقوم بإجراءات نوعية وغير مسبوقة في محاصرتها للفيروس، وقامت وما زالت تقوم بكل ما يمكن أن يخفف من ضرر الفئات الهشة والفقيرة من حالة الطوارئ الصحية التي أقرتها، وفي الوقت نفسه علينا أن نتحمل مسؤولية التعاون مع مختلف مؤسسات الدولة وسلطاتها في حربها على هذا الوباء، والذي يبتدئ وينتهي بالامتثال والالتزام الحرفي بالإجراءات التي أقرتها.

وفي مقدمة هذه الإجراءات، “الجلوس في البيت”، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، والانخراط بقوة في المبادرات التضامنية الإنسانية مع المحتاجين، وعدم المساهمة في ترويج الأخبار الزائفة، فضلا عن الالتزام بكل القواعد الأخرى التي تمنع الفيروس من الانتشار، من قبيل الالتزام بمسافة الأمان عند الخروج، واستعمال الصابون والمعقمات كلما دعت الضرورة لذلك.

ومطلوب من الجميع أن يأخذ كلام الدكتور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة في افتتاح المجلس الحكومي اليوم الجمعة، على محمل الجد، حيث قال “إن الوضعية الوبائية الحالية للفيروس ببلادنا سجلت ارتفاع عدد الإصابات، وأن الأيام العشرة المقبلة ستكون حاسمة في تطور الوباء ببلادنا، مما يستلزم تعاون الجميع والتضامن والتحلي بالوعي الجماعي المشترك لإنجاح الحجر الصحي والالتزام بمقتضيات حالة الطوارئ المعمول بها في بلادنا منذ أيام”.

العثماني دعا في كلمته هذه، جميع المواطنات والموطنين، إلى تحمل مسؤوليتهم الفردية، لأنه لا يمكن لأي سلطة أن تلزم الناس بالحجر الصحي بشكل كلي، إذا لم يتعاون المواطنون فيما بينهم، واعتبر أن الالتزام بالإجراءات المعلن عنها، هو السبيل للنجاح في هذا الامتحان، من خلال المكوث في البيوت وعدم الخروج منها إلا للأسباب الضرورية المحددة أساسا في التسوق أو التطبيب والصيدلية أو للعمل في حالة استمراره.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.