كورونا.. أمانة المصباح تصدر مذكرة توجيهية للهيئات الموازية والمجالية 

توصلpjd.ma بنسخة  للمذكرة التوجيهية بشأن تعامل الهيئات الموازية والمجالية للحزب مع الظرفية الناشئة عن تفشي فيروس كورونا المستجد ببلادنا، والتي وجهتها الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية إلى رؤساء الهيئات الموازية والكتاب الجهويين والإقليميين والمحليين، وعموم مسؤوليه ومنتخبيه وعموم مناضليه ومناضلاته. 

وفيما يلي نص المذكرة:

الرباط في: 30 رجب 1441هـ الموافق ل 25 مارس 2020م

الإخوة والأخت رؤساء الهيئات الموازية

الإخوة والأخوات الكتاب الجهويون والإقليميون والمحليون

الإخوة والأخوات عموم مسؤولي الحزب ومنتخبوه وعموم مناضليه ومناضلاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع: مذكرة توجيهية بشأن تعامل الهيئات الموازية والمجالية للحزب مع الظرفية الناشئة عن تفشي فيروس كورونا المستجد ببلادنا

تواجه بلادنا كما سائر دول العالم جائحة فيروس كورونا المستجد، مما فرض وضعا جديدا بدأ يرسم معالم تحولات ومراجعات عميقة ستشهدها الدول والمجتمعات، لكن ما يشغل بال الجميع اليوم على المستوى الدولي هو الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أحدثها هذا الوباء العالمي وحجم الخسائر الفادحة الناشئة عنه.

وبالنسبة لبلدنا، فهي مناسبة لنحمد الله تبارك وتعالى على ما أفاء ويسَّر من نجاعة المقاربة وحسن التدبير وفعالية التوقع وقوة التعبئة لكافة أجهزة الدولة بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، حيث استبقت بلادنا انتقال هذا الوباء إليها بالعديد من الإجراءات والتدابير التي عَلِمَها وتابعها الرأي العام.

وهنا لا بد أن نَعْتَزَّ بالأداء الفعال للحكومة رئيسا وأعضاء، ولكل الأحزاب السياسية ومنظماتها الموازية النسائية والشبيبية وغيرها، وكذا المنظمات النقابية والفعاليات المدنية والهيئات المنتخبة والمؤسسات الدستورية والسلطات العمومية والأطر الطبية والأمنية والجسم الصحافي وغيرهم، وبالانخراط الجماعي وبالحس الوطني الذي أبدتهما كافة القوى الحية في المجتمع وعموم المواطنين والمواطنات، ولا يفوتنا أيضا أن نؤكد على أهمية التجاوب الواسع بروح وطنية عالية لمؤسسات الدولة وهيئات المجتمع مع قرار إحداث الصندوق الوطني لمواجهة تداعيات جائحة كورونا المستجد، يدل على ذلك تجاوز مداخيله لسقف التوقعات في فترة زمنية محدودة.

وللتأكيد على بعض القواعد والأعمال والإجراءات التي تقتضيها المرحلة والمطلوبة من هيئات الحزب وأعضائه، تصدر هذه المذكرة التوجيهية، والموَجَّهَة لرؤساء الهيئات الموازية ولمسؤولي الحزب ومنتخبيه على المستوى المجالي وعموم مناضلاته ومناضليه، والتي يرجى من الهيئات الموازية والمجالية العمل على تعميمها داخليا على أوسع نطاق وتتبع تنفيذ مقتضياتها بالجدية اللازمة والمعهودة.

1.   منطق الوطن:

إن الخاصية التي ميزت منهج الحزب هو اشتغاله دوما بمنطق الوطن، وممارسةُ بنات وأبناء الحزب حافلةٌ ودالةٌ وشاهدةٌ على ذلك، واليوم – وبلادنا تمر من هذه الظرفية الدقيقة المتسمة بالتعبئة الوطنية والجماعية لمواجهة الوباء الداهم لفيروس كورونا المستجد- فإننا أحوج ما نكون للتأكيد على هذا المنطق والاجتهاد في تَمَثٌلِهِ في سلوكنا الفردي والجماعي.

ولعل من التمثلات السلوكية لهذا المنهج هو أن يكون رائدنا وحافزنا فيما نقوم به من مبادرات وأعمال في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ بلادنا بل تاريخ البشرية جمعاء، هو مصلحة الوطن والمواطنين ولا شيء غير ذلك، ويرتبط بهذا ضرورةً التقيد بالمنطق التشاركي مع كل الشركاء والفرقاء والفاعلين في إطار مؤسسات الدولة والمجتمع عموما، عملا بمنهجنا السياسي القائم على الشراكة الفعالة، وذلك فيما يتعلق بكل المبادرات والأعمال التي تتوخى تعزيز الجهود العمومية وتعبئة المواطنات والمواطنين والتعاون من أجل تجاوز كل الإخلالات والحد من كل التجاوزات.

2.   الانخراط الجماعي في المجهود الوطني لمواجهة الوباء:

إننا إذ ننوه عاليا بالجهود المقدرة التي يبذلها إخواننا وأخواتنا من مختلف المواقع والمناطق، فإننا ندعوهم إلى التقيد الصارم والحازم بالإجراءات التي تتخذها السلطات العمومية صوْنًا للصحة العامة وحفظا من انتشار الوباء، واليوم تدخل بلادنا مرحلة جديدة باعتماد البرلمان للمرسوم بقانون المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات الإعلان عنها وصدوره في الجريدة الرسمية، وهو القانون الذي سيضع المخالفين تحت طائلة المتابعات الزجرية.

لذلك يتعين علينا جميعا الامتثال الأمْثَل لأحكام هذا القانون ودعوة معارفنا وأقاربنا لذلك، بل الإسهام في التعريف به وبما أتى به من مقتضيات.

3.   التأطير المتواصل:

ويرتبط بالنقطة السابقة، ضرورة استمرار مناضلات ومناضلي الحزب في التأطير والتواصل مع عموم المواطنات والمواطنين، بالتحسيس والتوعية والتعبئة من أجل الحد من تداعيات الوباء وعملا بالمقاربة الوقائية التي من شأنها أن تجنب بلادنا إن شاء الله المزيد من تداعياته. وهنا لا بد أن نذكر بمسؤولياتنا الحزبية في أن نسهم إلى جانب باقي الأحزاب السياسية في إسناد الجهد الرسمي في معالجة هذه الأزمة، والتصدي لنزوعات الانفلات من التقيد بالإجراءات المعتمدة التي تصدر أو يمكن أن تصدر هنا أو هناك، لأن من شأن ذلك أن يُضْعِف فعالية تلك الإجراءات ويدخل بلادنا لا قدر الله في مسارات لا أحد يمكن أن يتوقع عواقبها الوخيمة.

لهذه الغاية ندعو الهيئات المجالية للحزب إلى العمل على إحداث لجان جهوية مؤقتة تعمل تحت إشراف الكتاب الجهويين، تتكون من مسؤولي الحزب المعنيين وممثلين عن شبيبة ونساء الحزب وأطره الطبية والتمريضية والصيدلية والفعاليات التي يمكن أن تفيد عمل اللجنة، يعهد إليها بوضع برنامج للتأطير والتواصل على المستوى الجهوي والسهر على تنفيذه بالتنسيق والتعاون الوثيق مع الجماعات الترابية والسلطات العمومية.   

وفي هذا الإطار، يتعين تعبئة كل القنوات التواصلية والتأطيرية المتاحة، ومن ذلك المنابر الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي وقنوات التراسل الفوري وغيرها، فضلا عن قيام الهيئات الموازية للحزب كل واحدة في مجالها بتأطير الفئات المعنية وتنمية الوعي بالأخطار المحدقة نتيجة هذه الجائحة. أما فيما يخص منتخبي الحزب وطنيا وترابيا، فإننا إذ نعتز بالأعمال التدبيرية والمبادرات التطوعية التي قاموا ويقومون بها إلى جانب منتخبي الأحزاب السياسية الأخرى ومختلف المؤسسات الرسمية وفئات المجتمع فإن واجب المرحلة أن يستمروا إلى جانب الشركاء والفرقاء في القيام بالالتزامات والمهام التي تستلزمها مسؤولياتهم وما تتطلبه بصفة خاصة تجاه المواطنين والمواطنات والوطن بصفة عامة.

وصِلَةً بهذه النقطة، نوجه عناية الإخوة والأخوات المسؤولين المجاليين للحزب، إلى أنه ينبغي استحضار طبيعة الظرفية الحالية وما تقتضيه من حسن تقدير المرحلة، والتشاور مع الحزب مركزيا في كل مبادرة باسم هيئات الحزب.

ومن جهة أخرى، ندعو عموم الأعضاء إلى الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة في نقل الأخبار، وتجنب المساهمة في تشارك أو تقاسم معلومات أو أخبار غير صادرة عن جهات معتمدة أو موثوقة ولو من باب التعليق أو التحذير لأن ذلك من شأنه أن يسهم في الترويج لها.

4.   تكييف برامج العمل:

إن التحفيز على تعبئة الجهود الحزبية من أجل التواصل والتأطير، يقتضي تكييف برامج هيئات الحزب وأنشطتها، فإذا كان من المتعين التركيز على واجب الوقت الذي هو استفراغ الوُسْعِ لمواجهة هذه الآفة الخطيرة بكل الآليات والوسائل المتاحة وتعبئة كل الإمكان البشري والمالي لأجل ذلك وفق المنهجيات المشار إليها سابقا، فإن ذلك لا يتعارض مع العمل الحزبي الاعتيادي الذي ينبغي أن يعيد النظر في برامجه وأنشطته المقررة وملاءمتها أو إقرار برامج جديدة تقتضيها الظرفية الحالية، من قبيل تنظيم الأعمال التكوينية الداخلية وانتظام انعقاد الهيئات الحزبية في احترام تام للضوابط العمومية المعتمدة والإجراءات الاحترازية، مع الاستثمار الناجع لما توفره تقنيات التواصل الحديثة.

ولعل من الاستحقاقات الداخلية الهامة لهذه المرحلة الخاصة، ضرورة تقوية التواصل الداخلي مع عموم الأعضاء بالسؤال عنهم وتعهد أحوالهم وغيرها من المبادرات المطلوبة.

5.   التغاضي عن عموم استهداف الحزب:

من المثير للدهشة والاستغراب، وبلادُنا منخرطة في منطق إجماعي وطني وتعبئة عامة قل نظيرهما، أن نجد بعض الأصوات الناشزة والأقلام المتحاملة تتقصَّدُ الحزب وتستهدفه خصوصا عبر بعض المنابر الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي، بالكذب والبهتان والتلفيق في وقائع لا علاقة للحزب بها لا من قريب ولا من بعيد، وتقديرُنا أن هذا الاستهداف مقصودٌ لِلَفْتِ الانتباه والجَرِّ للمعارك الجانبية والهامشية إلى جانب التشويش على ما تنجزه وتراكمه بلادنا في التصدي لهذه الآفة العالمية، لذلك لن نَنْجَرَّ للمعارك الخطأ وينبغي أن نُرَكِّز إلى جانب كل الشركاء والفرقاء على واجبات هذه المرحلة التي تتميز بالإجماع الوطني لمكونات الأمة لمواجهة هذا الوباء الكاسح، لكن يمكن عند الاقتضاء أن نرد بالبيان والتوضيح عندما يقتضي الأمر ذلك، على أن تقدير ذلك متروك للحزب مركزيا.

6.   اغتنم خمسا قبل خمس:

لقد فرضت الإجراءات المتخذة ضد انتشار وباء كورونا المستجد أوضاعا جديدة غير مألوفة، من ضمنها ضرورة ملازمة البيوت وعدم مغادرتها إلا في حالات الضرورة القصوى، وهي فرصة لنا جميعا لاستثمار أوقاتنا ونحن في بيوتنا فيما ينفعنا في الحال والمعاد، فإلى جانب القيام بالالتزامات المهنية والحزبية عن بُعْد، فمن المفيد الاستفادة من الوقت المتاح لمزيد من الطاعات بالصلاة وقراءة القرآن وذكر الله والدعاء، وكذا المطالعة والرياضة والتوجيه الأسري واقتسام الوقت مع الأهل وغيرها، وكذا السؤال عن أقاربنا وجيراننا للاطمئنان عليهم وتقديم العون لهم خاصة كبار السن منهم وعموم من يحتاجون لمساعدتنا، ومن المفيد يقينا أن نسهم في تفعيل قيم التآزر الاجتماعي مع الأسر الفقيرة والأشخاص الذين يمكن أن يعانوا صعوبات معيشية في هذه الفترة، هذا كله إلى جانب إنفاذ الالتزامات المتأخرة وتَعَهُّدِ ما ينبغي تَعَهُّدُهُ مما حالت دونه صوارف الأيام الماضيات.

فالله نسأل أن يديم على مسؤولينا نعمة التوفيق والسداد فيما يرومونه من تدابير لصالح الوطن والمواطنين، وأن يحفظ بلدنا ومواطناتنا ومواطنينا، ويحفظ جلالة الملك والأسرة العلوية الشريفة بما حفظ به الذكر الحكيم، وأن ينعم على الجميع بنعمة الصحة والعافية والحفظ والستر، وأن يعَجِّل سبحانه وتعالى برفع هذا البلاء عنا وعن كل بلاد المسلمين وسائر بلدان العالم، آمين.      

الإمضاء

الأمين العام

الدكتور سعد الدين العثماني

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.