بالمختصر المفيد.. الوطن أولا

الوطن أولا

أصدرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية مذكرة توجيهية للهيئات الموازية والمجالية، بشأن التعامل مع الظرفية الطارئة بسبب تفشي فيروس كورونا، والذي لا تخطئه العين في المذكرة انحيازها الكامل واللامشروط للوطن، واعتبار اللحظة لحظة انتصار للوطن والاصطفاف بجنب الوطن والاشتغال بمنطق الوطن.

هذا التوجه ليس ظرفيا بل هو أصيل في سلوك العدالة والتنمية، ويجد جذوره في المنطلقات الفكرية التي يستند عليها مشروع الحزب المجتمعي، ويبني بها اختياراته السياسية، ويحدد بها موقعه، وينتج من خلالها مواقفه، ولسنا في حاجة لسرد المحطات أو تعداد المواقف التي تدل على ذلك، فقد كان حزبنا دائما منحازا للوطن، مشتغلا طبقا لذلك بمنطق الشراكة مع كل الفرقاء لمصلحة الوطن، وفي هذه اللحظة العصيبة التي تعيشها بلادنا أصبح من واجب الوقت الانخراط التام والكامل في الجهد الوطني الذي يقوده صاحب الجلالة، وتبلي فيه الحكومة والمؤسسات الرسمية والسلطات العمومية بلاء حسنا، وينخرط فيه الطيف السياسي بكل مكوناته، ويدعمه المجتمع المدني بمختلف مبادراته، ويعززه الانتماء الصادق الى “تمغريبيت” الحقيقية، بما تعنيه من تضامن وتآزر ونكران للذات، تجسدت في المبادرات الكثيرة لكل أطياف المجتمع أفرادا ومؤسسات، وهي ترسم بذلك لوحة استثنائية وتاريخية، ستصبح لا محالة درسا للأجيال القادمة، بعد أن أصبحت اليوم مثار اعجاب المتتبعين دوليا وإقليميا.

وكما يقال فإن لكل قاعدة استثناء، فبين الفينة والأخرى يشذ من وسط هذا الإجماع، أصوات نشاز، تريد أن تفسد على المغاربة إجماعهم، وتزرع الشك بين مكونات المجتمع المغربي، وذلك بتصريف حسابات سياسية ضيقة، لا تستحضر دقة المنعطف الذي نعيشه، وترتكن الى أنانية مفرطة ممركزة على مصالح ضيقة، من قبيل ما يقترفه البعض ضد حزب العدالة والتنمية والتشكيك في وطنيته، مما يجعل سؤال لمصلحة من يشتغل مثل هؤلاء وبأية حسابات، قائما وبشدة!!؟

المذكرة وجهت المعنيين بها من مسؤولي الهيئات الموازية، ومسؤولي الهيئات المجالية، إلى عدم الانجرار الى المستنقع الذي يريد البعض إغراقنا فيه، والانصراف كليا إلى الاشتغال بما هو أهم، وليس أهم في هذه اللحظة من خدمة الوطن، وبذل الوسع في معركة الوطن ضد هذا الفيروس القاتل، والانعتاق من من كل الأنانيات الفئوية والحزبية وغيرها، ولسان حالنا يردد ما جاء في قول ربنا “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”

لن نخطئ لامكان ولا زمان المعركة الحقيقية، ولن نرد على الأصوات النشاز، وردنا سيكون في الميدان وجوابنا سيكون مبتدأه وخبره هو العمل، وغير ذلك هدر للزمن وللجهد في المعركة الخطأ، سيجدنا أبناء وأبناء الوطن جنبهم وفي الصفوف الأولى لمعركتهم، سنجعل أنفسنا أدرعا تحمي هذا الوطن ولن نبالي مهما كان الثمن، معركتنا معركة ووجود ومصير،سندبرها من كل المواقع المتاحة لنا قانونا وبجنب كل الغيارى من أبناء الوطن، سنديرها من موقع الحكومة ومن موقع البرلمان ومن موقع الجماعات ومن موقع المجتمع المدني والهيئات النقابية والمهنية وسننخرط فيها كأفراد أيضا في أحيائنا ومقرات عملنا، ولن يثنينا التشكيك ولا الطعن في نياتناعن العمل، فحي على العمل من اجل الوطن.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.