عدوي يكشف سر تقدم الصين الشعبية

12-11-27
 
 يحكي إدريس صقلي عدوي، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، عن الزيارة التي قام بها مؤخرا ضمن وفد عن العدالة والتنمية إلى جمهورية الصين الشعبية، من أجل حضور المنتدى الاقتصادي والتجاري الصيني “إن الزيارة كانت جد إيجابية، فقد اكتشفنا أن الصين بلد عظيم صنع التاريخ ويصنع الآن المستقبل، إنه بلد العبقرية والانفتاح والنضال، بلد   نجح بفضل قيمتين أساسيتين،  العمل وحب الوطن، فالعمل عندهم يقوم على الجد والتنافس والارتباط بالأرض، إن الصين تطبق بالحرف مقولة حب الأوطان من الإيمان”.
وتابع : “المجتمع الصيني مجتمع فيه طيبوبة قل نظيرها في المجتمعات الأخرى، وهذه الأخلاق اقتربنا منها،  أثناء جلوسنا مع مجموعة من الصينيين ومسؤولين كبار، وشعرنا بالدفء في هذا المجتمع رغم حاجز اللغة، وتولد لدينا شعور وكأننا نعرفهم منذ زمن بعيد..”.
 
وأبرز صقلي أن الصين حققت التنمية التي يراها كل العالم الآن انطلاقا من خصوصيته الحضارية والثقافية وانطلاقا من إبداعه وعقله والإمكانيات الذاتية للشعب الصيني.

شعب منظم
يقول صقلي “تحققت من أن الشعب الصيني شعب منظم، ويحترم الوقت بشكل كبير، لدرجة أن العاصمة الصينية رغم كثافتها السكانية التي تزيد عن 17 مليون نسمة، فوجئنا بأنها في غاية في التنظيم، في الوقت الذي كنا نتصور قبل ذلك  بأننا سنجدها مكتظة بالمواطنين،  وعرقل في حركة السير، إلا أن هذا الأمر غير موجود أبدا، بل هي مدينة آمنة ومستقرة وبها حركة دؤوبة ليل نهار، وجدناها مدينة منسجمة في عمرانها وبناياتها وشوارعها الكبيرة..”.

الاقتصاد الصيني
عرفت جمهورية الصين الشعبية انفتاحا اقتصاديا وتوجها ليبراليا حقيقيا ويتمثل في وجود جميع الماركات العالمية على مستوى مختلف المنتجات والمواد الاستهلاكية الأمر الذي يؤكد وجود انفتاح اقتصادي مهم جعل الصين تعطي نموذجا لدولة منفتحة اقتصاديا، مما جعلها تحطم رقما قياسيا في الانفتاح الاقتصادي والتجاري.

انغلاق سياسي وإعلامي
“رغم القوة والنمو والتطور والانفتاح الذي تعرفه جمهورية الصين الشعبية إلا أنها غير منفتحة سياسيا وإعلاميا” يوضح ذات المصدر، حيث هيمنة للقنوات الصينية سواء على مستوى الإذاعة أو التلفزة أو الجرائد.. لكن هذا النوع من الضبط السياسي الذي تنهجه الدولة الصينية جعلها تشعر به نتيجة التحولات الديمقراطية التي تعرفه مختلف دول العالم، الأمر الذي جعل الصين تشعر بالانغلاق السياسي، مما دفها إلى وضع برنامج يستهدف الانفتاح السياسي في الأفق، في إطار إصلاح نظام الانتخابات والنظام السياسي ككل.

قوة الحزب الشيوعي الصيني
أكد صقلي، أن الحزب الشيوعي الصيني له من القوة ما يجعله يكون حاضرا في كل مؤسسات الدولة، ففي  أدبياته حزب فوق جميع المؤسسات العمومية بجمهورية الصين الشعبية وله ترجع الكلمة الأخيرة في الكثير من القرارات سواء في المناطق التي بها الحكم الذاتي أو في الأقاليم والجهات الأخرى بالصين.
“إن الحزب الشيوعي الصيني حزب منظم في مستوى عال من التنظيم والتنظير والمأسسة واحترام المسؤولين”، يؤكد صقلي عدوي. ومثل لذلك بكون اللقاءات الرسمية الثنائية بين الحزب الشيوعي ووفد عن العدالة والتنمية لا يتكلم من الحزب الشيوعي إلا المسؤولين، وهو نموذج راق في احترام المسؤولية واحترام المؤسسات”.

أفق العلاقات الصينية المغربية
وضعت الصين الشعبية طريقا مفتوحا في علاقاتها مع الدول العربية والإفريقية. وبذلك فالصين أعطت إشارات واضحة لتطوير علاقاتها مع المغرب تثمينا للعلاقات الجيدة بين الصين والمغرب والتي تتجاوز 30 سنة.. وفي هذا الإطار أشار صقلي إلى أن هذه العلاقة بين المغرب والصين يمكنها أن تتطور إلى الأحسن في مجالات متعددة ولا سيما على المستوى الاقتصادي والتجاري، في الوقت الذي توجد في مستويات محدودة الآن، مبرزا  أن السوق الصينية في حاجة كبيرة إلى بعض المواد والمنتجات المغربية رغم أن الصين بلد الإنتاج ويتحكم في 30 بالمائة من إنتاجاته، كما تتحكم في ثلث من المعاملات التجارية الدولية.

إن مجالات التعاون بين المغرب والصين يمكن أن يتعزز أكثر من جانب الصين على مستوى تكنولوجيا الاتصال والفضاء وغيرها من الصناعات التي تميزت بها الصناعات الصينية.. أما من الجانب المغربي فإن المنتجات الفلاحية المغربية تعتبر من أبرز المنتجات التي يمكن أن تستفيد منها الصين الشعبية، وذلك من خلال تصدير الخضراوات والفواكه والسمك والمصبرات ومختلف المواد الفلاحية التي ينتجها المغرب، يوضح عدوي، قبل أن يؤكد أن مستقبل السياحة الدولية ستحدده الصين الشعبية في سنة 2015، “فبدل الاعتماد على الزبناء الوافدين من فرنسا واسبانيا باعتبارهما الدولتان الرئيسيتان الزبونتان للمغرب، حيث أن فرنسا تشكل نسبة 65 بالمائة من مجموع السياح الذين يزورون المغرب، الأمر الذي يتطلب الانفتاح على السوق الصينية لأنها يمكن أن تضمن 10 ملايين سائح فضلا عن 10 ملايين التي تزور المغرب حاليا من اجل أن يضمن المغرب تحقيق رؤية السياحة في أفق 2020. واعتبر أن الانفتاح على السوق الصينية في المجل السياحي رهان حقيقي، من اجل تجاوز العدد الهزيل من الصينيين الذين يلجون المغرب والذي لا يتعدى 3 آلاف كل سنة”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.