الرميد يكتب: الكذب البواح في قضية الزيادة في تعويضات الوزراء

المصطفى الرميد

ليس هناك ما هو أسوأ من الافتراء والكذب، وليس هناك أكثر إيذاء من الاغتيال المعنوي للناس باختلاق الأراجيف وإشاعتها.

يعتقد كثير من الناس أن من يملك السلطة وحده يمكن أن يتعسف ويسيء، والحقيقة أن الجميع بإمكانه أن يسيء ويتعسف إن تجرد من أخلاق التحري والصدق، لأن كل واحد إلا ويملك مستوى من السلطة، نعم، تختلف من فرد لآخر، لكن، في النهاية للجميع مقدار منها، تعززت كثيرا بوسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تعز وتذل، وترفع وتضع، وتقدم وتؤخر، حتى لا نقول تحيي وتميت!

اليوم، هناك بالفعل كتائب تسكن الفضاء الازرق، بعضها يكذب ويفتري بدون حدود، وبعضها يتلقف الافتراءات ويشيعها بدون تردد، ويحسبون ذلك هينا، وهو عند الله عظيم. إنه الذباب المنتشر، والوحوش الكاسرة.

آخر الافتراءات، ما قيل من أن على طاولة رئيس الحكومة مشاريع مراسيم للزيادة في تعويضات الوزراء …

بالله عليكم، هل يمكن في هذا الزمن الصعب، أن تقوم أي حكومة، أقول أي حكومة، بمجرد التفكير في رفع تعويضات أعضائها؟ فما بالكم إذا كانت هذه الحكومة قد أجلت تسوية ترقية موظفيها المبرمجة هذه السنة؟ وما بالكم إذا كانت الحكومة نفسها قد قررت تأجيل جميع مباريات التوظيف؟

هل يعقل أن حكومة قررت كل هذه القرارات المؤلمة، في هذه الظروف الصعبة، ثم تفكر، مجرد التفكير في أي زيادة او زيادات لأعضائها أو لغيرهم؟

إني والله متأسف لوجود مواطن واحد له جرأة الافتراء لهذا النوع من الأكاذيب، ومتألم لوجود مواطن واحد تصل به الحماقة لتصديق هذا النوع من الأراجيف.

لذلك، وما دمنا في شهر رمضان، فليس أسوا من أن يعرف الكاذب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا). أما من يقوم بإشاعة الكذب على الناس، بتقاسم الأخبار الزائفة المسيئة فحسبه ما قال في حقه الحديث النبوي الشريف:(كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع).

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.