بوعزيز : “كورونا” نقطة بداية ميلاد عالم جديد

أكد الباحث الأكاديمي والمؤرخ، والأستاذ السابق في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء مصطفى بوعزيز، أن التطورات التي تمخضت عن انتشار الفيروس، ساهمت بشكل كبير في الانتقال من مركزية السوق والمال والمنافسة المتوحشة ومن حرية الرأسمال المال العالمي إلى مركزية الإنسان وإعادة الاعتبار لمجموعات أصغر لهذا العالم الذي كان يقال عنه القرية الصغيرة، وإعطاء الأولية للسيادة الوطنية وبناء الكيان الترابي للوطن.

وسجل الأكاديمي، خلال مداخلته بمناسبة إحياء الذكرى العاشرة لرحيل الفقيد محمـد عـابـد الجـابـري، الذي نظمته مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، عبر تقنية التواصل عن بعد، أمس الأربعاء 19 ماي الجاري، أن فترة انتشار فيروس كورونا ستكون نقطة بداية لميلاد عالم جديد، رغم عُسْرها وصعوبتها بفعل الصراعات التي سببها انتشار الوباء، من أجل التموقع ضمن العالم الجديد الذي سيولد.

وبخصوص تعامل المغرب مع جائحة كورونا، أبرز الأكاديمي ذاته، أن المغرب كان له رد فعل سريع واستباقي من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات من ضمنها إغلاق الحدود الأرضية والبحرية والجوية وإقرار الحجر الصحي في المنازل، معتبرا أن رد الفعل العام للمواطنين كان إيجابيا.

وأضاف أن أزمة كورونا، خلقت حالة من القلق في صفوف جميع الأطراف المجتمعية والدولة، وخلَق نوعا من الإنصات المشترك، وعزز إمكانية إعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، مبينا أن كل الفئات تضررت من الوضعية الحالية خصوصا الطبقة الوسطى التي تقلصت مداخيلها بشكل كبير مست قدرتها الاستهلاكية.

ودعا المؤرخ والباحث الأكاديمي، بالمناسبة، إلى ما أسماه “بلورة المشترك”، لإعداد المغرب ليكون كتلة حية ومتماسكة ومتعددة ومختلفة، ولكنها متضامنة، للعمل على تجاوز هذه الضائقة بسلام وبأقل ثمن ممكن من الخسائر، مع تحمل الصعوبات الممكنة والمتوقعة والمنتظرة، وتوفير شروط  الانطلاق الصعب لمختلف الأوراش، واستئناف الحياة الاقتصادية، مشيرا إلى أنه بدون تضامن لا يمكن تجاوز هذه المخاطر، على المدى القصير.

وشدد بوعزيز، على أهمية أن يصبح المغرب شريكا أساسيا في العالم الجديد، ومن موقع الفعل، مبرزا أنه من أجل تحقيق هذه الغاية على المدى الطويل، لا بد من الاشتغال في عمق المجتمع المغربي بكل أطيافه، وإعطائه الأولوية، وتابع أنه لا يمكن الانطلاق نحو مغرب الغد، دون تجاوز الكثير من التحديات ورفع الحيف وإنصاف فئات عديدة.

 
 
 
 
 
 
شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.