لماذا يستهدف فيروس كورونا الجهاز التنفسي بالأساس؟

أوضح محمد البياز أخصائي الجهاز التنفسي بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، أن فيروس “كوفيد 19” يختلف كثيرا عن عائلة كورونا التي كانت معروفة لدى الأطباء في السابق، رغم أنها تستهدف جميعها الجهاز التنافسي للإنسان.

وأضاف البياز، خلال حديثه لقناة “ميدي 1 تيفي” أن أصل فصيلة هذا الفيروس (كوفيد 19) حيواني أحدث طفرة كبيرة بحيث لا يستطيع جسم الإنسان مواجهته، في حين أن الفصيلة الأولى كان لدى جسم الإنسان استعداد لمقاومته.

واعتبر الأخصائي، أن المدخل الأساسي للوباء بالنسبة لجسم الإنسان هو الجهاز التنفسي الذي يعد أكثر عرضة لتسلل الأمراض من أي مدخل آخر، نظرا لطبيعة تكوين الفيروس أولا، ونظرا أيضا لأن الجهاز التنفسي هو الجهاز الأكثر عرضة للعوامل الخارجية، على عكس الجهاز الهضمي أو القلبي أو غيرهما، حيث بات معروفا لدى الناس أن أمراضا مثل (العوايا، بوحمرون شلل الأطفال) مدخلها الأساسي هو الجهاز التنفسي.

وأفاد أن الجهاز التنفسي لديه المناعة الكافية لصد الفيروسات، غير أنه عندما يخترق الفيروس خلايا القصبات الهوائية ويصل إلى الخلايا الرئوية، يصبح الأمر صعبا وخطيرا لأن تضرر القصبة الهوائية يتسبب في نقص الأوكسيجين، وقد تؤدي إلى الحاجة إلى العناية المركزة خاصة بالنسبة لذوي الهشاشة في المناعة أو الذين يعانون من مرض السكر وارتفاع ضغط الدم والأمراض المزمنة الأخرى.

وأشار الأخصائي، إلى أن عامل السن مهم بالنسبة لمقاومة الفيروس، فالفئة الأكثر تأثرا بفيروس كورونا ، في رأيه، هم الذين تجاوزوا سن الستين، وأصبحت مناعتهم الذاتية ضعيفة، خصوصا الذين يعانون منهم من أمراض مزمنة أخرى، وهي التي تنقله من الإصابات الحميدية والمتوسطة إلى الوضعية الحرجة والخطيرة التي تتطلب الإنعاش.

ودعا البياز، الفئات المسنة إلى تجنب المخالطة، لأنها بذلك تعرض حياتها للخطر، مبينا أن التحدي الأكبر الذي نعيشه اليوم، هو كيف نحمي هذه الفئات من خطر العدوى بالفيروس، خصوصا أنها الأكثر تضررا به خلال هاته المرحلة الحرجة، ونبه في الوقت ذاته، إلى أهمية التركيز على حمايتها خلال مرحلة الحجر الصحي تجنبا للكارثة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.