خارج السياق.. إلا سي عبد الرحمن اليوسفي

الذي وقع في طنجة من تدنيس وتلطيخ لنصب الراحل سي عبد الرحمن اليوسفي، مدان  بكل لغات العالم، وفعل إجرامي جبان، يستهدف المس برمز من رموز البلد، وهو بذلك اعتداء سافر على الذاكرة الجمعية للمغاربة، ويظهر أصحابه في صورة خوارج جدد، ولا علاقة لهم بهذا الشعب المغربي الأصيل الذي يكرم رموزه أحياء ويخلد ذكراهم أمواتا، ويعترف لأولي الفضل منهم بأفضالهم، ويعتبر ذكراهم مدعاة للتفكر والتعلم والاعتراف بالجميل.

سي عبد الرحمن اليوسفي خلدته أعماله وتضحياته ونضاله، خلدته سيرته العطرة وخلقه النبيل، خلدته المنافي والاحكام الثقيلة التي راكمها مقاوما للاستعمار وحالما بمغرب ديمقراطي يسع كل أبنائه بلا حجر من أحد، خلده صموده في أول تجربة للتناوب بالمغرب الحديث مقاوما ما أسماه بجيوب المقاومة، بمقارعتها بمبادرات إصلاحية تقوى حينا وتخف حينا آخر في إطار لعبة التاريخ الماكرة بين مد وجزر قوى الإصلاح مع خصومهم، وكل ذلك برفق وتدرج، المغرب  اليوم يؤسس على تراكمات تجربته.

فالذين لطخوا نصب سي عبد الرحمن  لن يستطيعوا أن يقتلعوا ذكراه من التاريخ ولا من أفئدة المغاربة الذين أجمعوا على حبه وتقديره حيا وميتا، كما لن يستطيعوا بالمطلق كتابة تاريخ آخرغير الذي اخطته سيرة الراحل نضالاتٍ وتضحياتٍ وصبرا جميلا، كما أن رسالتهم الدنيئة دناءة ما لطخوا به بالنصب، لن يكتب لها في العالمين إلا اللعن والشجب ما دامت السموات والأرض.

فسلام عليك سي عبد الرحمن يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا، ولا عزاء للجبناء الذين تتبرأ منه سماء وأرض هذا الوطن إلى يوم الدين.  

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.