أفتاتي: “السياسة” هي جواب تداعيات ما بعد “كورونا”

في قراءة للمسار الإصلاحي والديمقراطي في المغرب ما بعد كورونا، ودور الأحزاب السياسية في معالجة تبعات الجائحة ومواجهة دعوات الإقصاء، قال عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إنّ الإجراءات التي اتخذتها بلادنا لمواجهة فيروس كورونا تمت في إطار مؤسسي، أكد التكامل والانسجام والانسيابية بين مؤسسات الدولة، مشددا على دور الأحزاب السياسية في التعبئة الوطنية العامة لمواجهة الجائحة وتبعاتها.

وأضاف أفتاتي، في تصريح لـpjd.ma، أنّ التعبئة الراهنة والمستقبلية لمجابهة الآثار المختلفة للجائحة لن يُكتب لها النجاح في بيئة سياسية غير سليمة، مؤكدا أهمية الأحزاب السياسية ودورها الرئيسي والمحوري في هذه البيئة، وشدد على أن “السياسة” هي جواب تداعيات ما بعد “كورونا”.

وردا منه على دعاوى إقصاء الأحزاب السياسية وتجاهلها، ذكر القيادي بحزب “المصباح”، أن التعددية الحزبية والسياسية في المغرب هي مسألة فطرية، ولذلك تحققت كل النجاحات التاريخية للمغرب بفضل التوافقات الكبيرة بين الأحزاب الوطنية والمؤسسة الملكية.

وأبرز أفتاتي، أن الأحزاب السياسية كانت حاضرة بقوة في كل المحطات المفصلية، منذ 1934 و1944، وإخراج المستعمر، واسترجاع الصحراء، والتناوب التوافقي، والتفاعل مع 20 فبراير، والوصول إلى دستور 2011 وغيرها.

وفي المقابل، تابع عضو أمانة حزب العدالة والتنمية، أنّ “السلطوية كادت في أكثر من مرة أن توصل المغرب إلى أنفاق حقيقية، خصوصا في الستينيات والسبعينات والثمانينات”.

هذه السلطوية، والتوجهات الإقصائية والتحكمية، يوضح أفتاتي، هي على يقين بأن المغرب لن ينتقل ما بعد كورونا إلا إلى مستوى أعلى ديمقراطيا مما نحن عليه، ولذلك تعمل على عرقلة هذا المسار بوسائل وخطابات ودعاوى شتى ومتفرقة، بما فيها الانتقاص من قدر الأحزاب والسياسيين.

ولا يخفي أفتاتي، تفاؤله بشأن تطور المغرب ديمقراطيا ما بعد كورونا، موضحا أن الخيار الآخر المتبقي هو الانتقال إلى مرحلة أدنى، وهو أمر غير مطروح، بالنظر إلى أن السياقات الاجتماعية والاقتصادية والبعيدة والمتوسطة والقريبة تؤهلنا في مجموعها للمضي إلى مرحلة أعلى مما نحن عليه الآن.

وأوضح أفتاتي، أنّ المغرب ليس له خيار لتدبير الآتي بغير السياسة، ومعنى هذا، يسترسل المتحدث ذاته، أن القضايا والملفات يجب أن تدبر بالسياسة وبحياة سياسية سليمة، في ظلها يتوفر مناخ التعبئة والتضامن لمواجهة تبعات كورونا، مشددا على أنها تعبات كبيرة جدا.

ودعا الأحزاب الإصلاحية إلى القيام بما عليها بالترجيحات الإصلاحية اللازمة، مبرزا أنه من الممكن أن تمر بصراعات مريرة إن دعت الضرورة إلى ذلك، فقدر الإصلاحيين هو المكابدة والممانعة في جميع الأحوال، يقول أفتاتي.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.