المغرب.. السياحة الداخلية رهان المهنيين لبعث الروح من جديد في القطاع

يعيش القطاع السياحي في عموم المدن السياحية المغربية حالة من الركود التام، استمرت منذ الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية الناتجة عن انتشار جائحة كورونا التي أصابت هذا النشاط الاقتصادي في مقتل، وذلك على الصعيد العالمي.

ومن خلال استطلاع أجرته وكالة المغرب العربي للأنباء، في صفوف عدد من مهنيي القطاع السياحي في مدينة أكادير، ثاني مدينة سياحية بالمغرب بعد مراكش، اتضح جليا أن الأمل معقود إلى حد كبير على السياحة الداخلية لإعادة الروح للنشاط السياحي، سواء تعلق الأمر بالفنادق والنوادي والإقامات السياحية المصنفة التي تعيش حالة من الفراغ القاتل، أو بالنسبة للمطاعم ذات الصبغة السياحية التي أغلقت أبوابها، إلى جانب المقاهي منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية، وكذلك الشأن بالنسبة لباقي القطاعات الخدماتية ذات الصلة بالنشاط السياحي.

ويستند مهنيو القطاع السياحي في مراهنتهم على السياحة الداخلية لإعادة الروح للنشاط السياحي إلى كون مدينة اكادير، التي تعد القبلة الأولى للسياحية الشاطئية على الصعيد الوطني، دأبت منذ سنين خلت على استقبال عشرات الآلاف من السياح القادمين من مختلف المدن المغربية لإمضاء إجازاتهم الصيفية في هذه المدينة.

وبهذا الخصوص، تفيد الأرقام الصادرة عن المديرية الجهوية للسياحة أن أعداد السياح الوافدين على أكادير من مختلف المدن المغربية خلال صيف السنة الماضية (شهور يونيو ويوليوز وغشت) بلغت في المجموع 182 ألف و134 سائحا، مسجلين بذلك ارتفاعا بمعدل 16.49 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2018 (156356 سائحا).

أما بالنسبة لليالي المبيت، فقد حقق السياح المغاربة في وجهة أكادير صيف سنة 2019 ما مجموعه 691 ألف 542 ليلة، محققين بذلك زيادة بمعدل 15.06 في المائة مقارنة مع صيف سنة 2018 (601020 ليلة سياحية).

ومما زاد من تفاؤل المهنيين في المراهنة على السياحة الداخلية لانتشال النشاط السياحي في أكادير من بين مخالب جائحة كورونا أن هذه الوجهة شهدت خلال مواسم الصيف للسنوات الخمس المنصرمة (من سنة 2015 إلى سنة 2019)، ارتفاعا متواصلا سنة بعد أخرى، سواء تعلق الأمر بأعداد الوفدين الذي كان في حدود 125854 صيف 2015، ليصل إلى أزيد من 182 ألف سائح صيف 2019، أو بالنسبة لمجموع ليالي المبيت التي بلغت 506008 صيف 2015، مقابل أزيد من 691 ألف ليلة صيف 2019.

ورغبة منهم في تخطي صعوبات إعادة الانطلاقة، هيأ عدد من مهنيي القطاع السياحي والفندقي بأكادير خدمات يعتقدون أنها تستجيب لتطلعات زبنائهم من السياح المغاربة، كما شرعت الجماعة الترابية لأكادير، برئاسة صالح المالوكي، في إنجاز مجموعة من الأشغال التي تصب في إطار تحضير أجواء استقبال زوار مدينة الانبعاث خلال الفترة الصيفية.

وبينما ينتظر المهنيون الإعلان عن رفع حالة الطوارئ الصحية، والكشف عن الإجراءات الواجب التقيد بها لتفادي الإصابة بفيروس “كوفيد 19” في أوساط السياح ومستخدمي القطاع، يبقى السائح المغربي من جهته يترقب هل سيقبل أرباب الفنادق بأكادير على عرض خدمات سياحية تراعي لازمة “سعر/جودة” المتعارف عليها عالميا في مجال النشاط السياحي، وتكون في متناول شريحة واسعة من المستهلكين، أم أن الأمر سيقتصر على مجرد تقديم عروض وقتية لتخطي ظروف الأزمة، والعودة من جديد إلى الممارسات البالية التي حكمت على السياحة المغربية منذ سنين متتالية بالبقاء في مراتب متأخرة، اللهم بعض الاستثناءات المضيئة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.