المصلي: أزمة “كورونا” كشفت قوة وسلامة ومتانة وعمق منظومة التضامن الاجتماعي بالمغرب

قالت جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، إنه منذ الإعلان عن حالة الحجر الصحي، اعتمدت الوزارة وكل مكونات القطب الاجتماعي، مقاربة للوقاية وحماية الفئات الهشة، وعملت على توفير مناخ مؤسساتي للتفاعل والتجاوب مع حاجياتها.

وأضافت المصلي، في جواب لها على أسئلة الأغلبية والمعارضة، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، الاثنين 29 يونيو 2020، أنّ هذه الأزمة التي عاشتها بلادنا، أكدت أنه يمكن أن نطلق بكل افتخار على هذه المرحلة مغرب التضامن، حيث كشفت عن قوة وسلامة ومتانة وعمق منظومة التضامن الاجتماعي في المغرب.

مقاربة الوزارة

وتوقف المصلي، عند مقاربة الوزارة للملفات المندرجة في اختصاصها خلال فترة الحجر الصحي، موضحة أن هذه المقاربة تشمل وضع خطة عمل لملاءمة عمل الوزارة مع ظروف الحجر الصحي، والقدرة على الاستجابة لحاجيات المواطنين وملاءمة ظروف الاشتغال، مع “تعبئة كافة الفاعلين من مؤسسات عمومية وجماعات ترابية وجمعيات وخبراء وأشخاص موارد”.

وتابعت أنه تم أيضا “ملاءمة سلة الخدمات الاجتماعية مع ظروف الجائحة من حيث النوع وطريقة العرض وابتكار أساليب جديدة لتحسين الاستهداف”، إضافة إلى “التواصل المؤسساتي مع الفاعلين من خلال بلاغات إعلامية ووضع منصة خاصة بكوفيد 19 ” https://covid19.social.gov.ma/ ” ، مع “وضع برامج من أجل فرص التمكين وإعادة إدماج الفئات الهشة لفترة ما بعد كورونا”.

الأشخاص في وضعية الشارع..

وقالت المصلي، إنه تم تنظيم أكبر عملية إيواء وتتبع الأشخاص في وضعية الشارع، من أجل وقايتهم من انتشار الوباء، ومن جهة أخرى حماية لكرامتهم وصيانة لحقوقهم، موضحة أن عدد الأشخاص المتكفل بهم بلغ 6363 شخص، ومباشرة بعد رفع حالة الطوارئ الصحية تدريجيا تقلص هذا العدد بتاريخ 26 يونيو 2020 إلى 3817 شخص.

وبالنسبة للأطفال في وضعية الشارع، تسترسل الوزيرة، فبلغ عددهم بتاريخ 21 أبريل 447، وبتاريخ 26 يونيو تراجع إلى 340 طفل، مشددة على أنه “تمت تعبئة 161 مؤسسة بطاقة استيعابية إجمالية تصل إلى 10.104 مستفيد ومستفيدة، وحاليا مجموع المؤسسات بلغ 131 مؤسسة”.

محاربة العنف ضد المرأة..

وأفادت المصلي، أنه تم توفير 63 مركزا للتكفل بالنساء ضحايا العنف، هُيئت فيها الشروط الضرورية لاستقبال وإيواء الحالات، وكذلك التنسيق مع الفاعلين المحليين لحماية النساء والتبليغ والمواكبة، حسب حاجيات كل حالة.

وأردفت “قمنا بالتتبع المباشر لعشرات حالات العنف المبلغ عنها والمتداولة في الصحافة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبر تفعيل خدمات الخلية المركزية للوزارة، المنصوص عليها في القانون 103.13 لمناهضة العنف ضد النساء، وذلك بتنسيق مع مندوبيات التعاون الوطني ومصالح الشرطة والدرك الملكي والنيابات العامة، وكذا السلطات المحلية في مختلف الأقاليم، قصد التدخل لتوفير الحماية اللازمة، سواء بتوفير خدمة الإيواء للحالات المستعجلة أو باقي إجراءات الحماية”، إضافة إلى “تطوير وسائل التبليغ عن العنف ضد النساء: من خلال إحداث موقع إلكتروني خاص بالخدمات”.

رقمنة الحصول على شهادة الإعاقة

واعتبرت الوزيرة، أنّ “أهم عملية تم الاشتغال عليها خلال هذه المرحلة، هي رقمنة عملية الحصول على شهادة الإعاقة، بغية تيسير وتقريب خدمة الحصول على شهادة الإعاقة لفائدة الأشخاص في وضعية اعاقة”.

وأضافت أنه انطلاقا من 6 يوليوز المقبل سيكون بإمكان الأشخاص في وضعية إعاقة الذين يحتاجون إلى هذه الشهادة لأغراض إدارية وغيرها طلب الشهادة من مراكز توجيه ومساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة، موضحة أنه “تمت تعبئة 26 مركزا لتوجيه ومساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة على امتداد التراب المدني، وتعبئة 52 إطارا موزعين على المراكز النموذجية سيشرفون على انطلاق المشروع، ورقمنة حوالي 105000 ملف طبي للأشخاص في وضعية إعاقة”.

العناية بالأشخاص المسنين

وقالت المصلي، إنه تم إطلاق عملية سلامة، وتتمثل في توزيع “حقيبة  صحية ” لفائدة 1750 من الأشخاص المسنين المستفيدين من خدمات مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وكذا للعاملين بهذه المؤسسات، بشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان. وذلك على صعيد الجهات التالية : الرباط سلا القنيطرة، الدار البيضاء  سطات، فاس مكناس، وطنجة تطوان الحسيمة.

واسترسلت أنه تم أيضا التكفل بالأشخاص المسنين بدون مأوى، حيث تم تنظيم دوريات لرصد الأشخاص في وضعية الشارع، ومن ضمنهم أشخاص مسنين بهدف حمايتهم من خطر انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، مع توفير خدمات المساعدة الاجتماعية الضرورية (الاستقبال والإيواء والإطعام)  سواء  بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، أو بفضاءات تم تهيئها وتجهيزها وتعقيمها لهذا الغرض. وقد بلغ عدد الأشخاص المسنين المستفيدين من هذه العملية أزيد من 811 مستفيد.

دعم الأرامل

وبخصوص حصيلة برنامج دعم الأرامل في وضعية هشة الحاضنات لأطفالهن اليتامي، في فترة الحجر الصحي، ذكرت المصلي، أنّ الوزارة توصلت خلال هذه الفترة بما مجموعه 1993 ملفا للحصول على الدعم، تم منها قبول 1865 طلبا (869 أرملة صرف لها الدعم ابتداء من نهاية شهر أبريل و729 ابتداء من نهاية شهر ماي، فيما سيصرف الدعم ل189 أرملة ابتداء من نهاية شهر يونيو و78 أرملة ابتداء من نهاية شهر يوليوز).

وعن الحصيلة الإجمالية للبرنامج منذ انطلاقه، أكدت المسؤولة الحكومية، أن مجموع الملفات المودعة لدى مصالح وزارة الداخلية هو 114.585 طلب، وأما الملفات التي توصلت بها كتابة اللجنة المركزية الدائمة فبلغت 113.278 طلب، وأما عدد الأرامل المقبولات بشكل نهائي فهو: 105.535 أرملة (حوالي 179.000 يتيم ويتيمة)، وبخصوص المبلغ الإجمالي المؤدى للأرامل، فقد وصل إلى مليارين و373 مليون درهم.

حماية الطفولة

وتوقفت المصلي، في جوابها عند تعزيز خدمات الوقاية ضد العنف وانتقال العدوى بين الأطفال، وقالت إنه تم “إحداث 74 فريقا للمساعدة الاجتماعية للأطفال بجميع الأقاليم التي تتوفر على وحدات لحماية الطفولة، أو مراكز المواكبة لحماية الطفولة، ونشر أرقام هواتفهم بالموقع الإلكتروني للوزارة ولدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية ولدى الشركاء المحليين”، مع “توفير 300 عامل اجتماعي في مجال الطفولة منتشرين عبر مجموع التراب الوطني”.

وأردفت، قمنا بالتتبع اليومي لوضعية 3852 طفل مهمل أو في وضعية صعبة ب 75 مؤسسة للرعاية الاجتماعية.

وأشارت إلى عدم تسجيل أي حالة إصابة بعدوى فيروس كورونا-كوفيد19 داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأطفال، وعدم تسجيل أي حالة عنف ضد الأطفال بمؤسسات الرعاية الاجتماعية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.